زينب العياشي ||
انتهت الانتخابات واستبشرنا خيرا بتشكيل الحكومة الجديدة. وقلنا حكومة وطنية تراعي مصالح الشعب وتعوضه عن هفوات الحكومات السابقة التي توالت على العراق منذ سقوط النظام وحتى اليوم.
لكن لم يحدث ذلك ولم نر تشكيل اية حكومة بسب التسويف والمماطلة وافتعال الازمات من قبل أطراف سياسية معلومة، الذين كل يوم لهم حال جديد وأزمة جديدة تضاف الى كم الازمات المفتعلة من قبلهم، لتظهر غاياتهم وتبين مآربهم المبيتة عنوة وتوضح غاياتهم المريضة في حب السلطة والتملك، وعلى حساب مصالح الشعب التي لا تعنيهم، اذ اصبح هاجسهم وهمهم الوحيد مصالحهم الشخصية وكم من المناصب التي ستؤل اليهم.
اذاً اين الإصلاح الذي يدعونه؟ وأين الوطنية ؟هل تبخرت ؟ام ذهبت في مهب الريح؟ لان المتعارف عليه الإصلاح أفعال وليس فقط اقوال وأين كان اصلاحهم على مر الأعوام السابقة وهم كانوا في السلطة ومن ارباب المناصب ؟
اليس الإصلاح الحقيقي يكمن في المشاركة الفاعلة في تشكيل الحكومة التي يطمح لها الشعب؟ ام أصبحت المهاترات السياسية والتنازع على الكراسي وكيفية توزيع المغانم هي الغاية الحقيقية التي لم تعد خافية ويعيها اغلب أبناء الشعب العراقي، واذا ما تعارض تشكيل الحكومة مع مكاسبهم وكانت هذه الحكومة ليس بمستوى طموحاتهم المرجوة يقومون بتعطيلها.
عقول متقلبة واراء مشتتة هي ما أوصلت العملية السياسية الى طريق مسدود، فالتسلط وحب التفرد بالسلطة اظهر حقيقة اصلاحهم، وماذا بعد تخبطات وقرارات تتخذ في عتمة الليل يمحيها ضوء النهار، لا اعرف هل هناك حد او نهاية لهذه الهفوات وهل هي متعمدة ام هي القت بتقلباتها وهفواتها المستمرة على الواقع المرير الذي يعيشه المواطن العراقي لأنه المتضرر الأكبر من هذه التقلبات.
ومع اشراقات الصباح وبعد تعطيل متعمد في تشكيل الحكومة اعلنوا انسحابهم من العملية السياسيه ومن البرلمان وقدم اعضائهم استقالاتهم.
لكن هناك تساؤلات عديدة تتبادر الى اذهاننا وماذا بعد الانسحاب ؟ لم تمر أيام حتى بدأت بوادر الجواب على كم التساؤلات التي لدينا لنجد دعوة للتظاهر، لكن التظاهر حول ماذا ؟ما الغاية من اثارة الفوضى ؟ وتصب في مصلحة من هذه المحاولات البائسة ؟
هناك غايات تحاك في الخفاء ومحاولات واضحة وصريحة لإرباك الوضع الداخلي، وما هذه الا محاولات للخراب وارباك للوضع الأمني من خلال بعض الممارسات التي لا تمت للوطنية بصلة، لان الوطني والمصلح الحقيقي يضع الوطن الوطن أولا وآخراً نصب اعينه، لا يفضل مصالحه الشخصية على مصلحة الشعب الذي اوكل اليهم الوطن امانة في اعناقهم، فهل صانوا الأمانة ام فرطوا بها ؟
فالدعوة للتظاهر ما هي الا تنفيذ لأجندات خارجية مهمتها الوحيدة هي تعطيل العملية السياسية واعاقة تشكيل حكومة وطنية تعنى بمصالح الشعب، من خلال اثارة الفوضى والفتنه وبالتالي جعل العراق ساحة للاقتتال الداخلي، واقلاق امن وامان المواطن العراقي.
ان ما يحدث اليوم ما هو الا اكمال ماح دث من فوضى رافقها تعطيل لسائر مؤسسات الدولة، والتي كانت غايتها معروفة الا وهي تعطيل تنفيذ الاتفاقية الصينية، والتي اصبح معروفا من يقف ورائها ؟ والتي ضحيتها المواطن العراقي الذي يعاني اليوم الفقر والمرض وهو نتاج الفوضى السابقة واليوم هناك محاولات مبيته لجعلها حرب شيعية شيعية، من خلال إعادة الفوضى مرة أخرى وبحلة جديدة.
لذا نهيب بأبناء العراق الغيارى وبعشائرنا الشجاعة ان يكونوا على قدر كبير من الوعي لكذا محاولات، ويجعلوا نصب اعينهم العراق الذي هو امانة بأعناقهم، وان لا ينجروا لأي فتنة طائفية تؤدي بالعراق الى الهاوية وتجرنا الى حرب أهلية لا مخرج منها.
هي رسالة الى دعاة الإصلاح والوطنية ان الشعب العراقي بات اليوم يعرف ما يحدث في الخفاء والعلن ويعرف العدو قبل الصديق، لذا يجب على كل وطني شريف ان يراعي الوطن والمواطن ان لا يكون أداة أصحاب الاجندات الا وطنية التي تحركهم مصالحهم الشخصية.
ومن منطلق المسؤولية التي تقع على عاتق الشرفاء والوطنيين الا ان نتوجه بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق من شر كل من يريد السوء بالعراق