نور الجبوري
بعيدا عن اسم ( الصادقون ) هذا الاسم الذي لم يتجاوز عمره عدة اعوام , الا اننا نعود الى الاصل الذي انبثقت منه هذه الكتلة السياسية والذي هو حركة عصائب اهل الحق والتي هي جزء اساسي من محور المقاومة .
عندما نتحدث عن حركة عصائب اهل الحق هذه الحركة الجهادية لابد لنا اولا من ذكر الدماء التي اسست تلك الحركة , والتضحيات التي قدمت من اجل الحفاظ على ارض الانبياء من دنس الاحتلال والارهاب و داعش .
لهذه الجهة تاريخ مشرف في مقارعة المحتل يفتخر به كل من ينتمي لهذه الحركة المباركة , فمثلا العملية التي قامت بها حركة عصائب اهل الحق على الاحتلال الامريكي في وزارة المالية العراقية , هذه العملية التي اشتهرت في وقتها وقد قامت قيادات الحركة بمساومة الاحتلال الامريكي على اطلاق سراح عدد كبير من الاخوة المجاهدين .
وبالحديث عن ( كبيرنا ) فأنه اختار ان يبقى اخر الموجودين في سجون الاحتلال لحين ما يتم اخراج العدد الاكبر من افراد جيش المهدي ! وقد ساوم الاحتلال على ذلك وكان اخر المفرج عنهم وهذا لن ينساه التاريخ , فكبيرنا لم يفضل نفسه على اخوته بل العكس , وكان بمقدوره ان يخرج اولا لكن يعرف ان المحتل غادر ومن الممكن ان لا يتم اخراج المعتقلين البقية , وهذه المساومة لا تعتبر مثلبة بل انتصار كبير على دولة عظمى مثل امريكا !
اما الشرف الاعظم في الدنيا والاخرة هو الذهاب الى سوريا , حيث قام كبيرنا بأخذ اخوته ونيلهم شرف اسم ( اخوة زينب ) , في هذا الحدث فعلا تبين من كان يقول فعلا " يا ليتنا كنا معكم " وهنا اكد كبيرنا واخوته انهم صادقون قولا وفعلا , في وقت تخلف الجميع عن نصرة المذهب في سوريا وكان مرقد عزيزة العباس ع مهدد بالتهديم من قبل شراذم الارض .
فكان اخوة زينب اول من قال " لن تسبى زينب مرتين " وتشهد لهم الشام بالبطولات التي قدموها وهذا تاريخ واضح ناصع لمن يريد ان يرى , فالشمس لا يحجبها الغربال .
اما عن البطولات التي قدموها في مرحلة ما قبل داعش فجرف النصر يشهد للعصائب, اذا انكر البشر فأن الارض لن تنسى من حررها من اخوة يوسف و الخلايا النائمة التي كانت تهدد ارواح المواطنين وقاموا بتأمين محور بغداد وبابل وكربلاء المقدسة .
وفي فترة داعش هذه الفترة السوداء والمظلمة في تاريخ العراق , فهي تاريخ مشرف وسجل نظيف لأخوة زينب ( ع) و ( كبيرنا ) الذين قدموا الدماء لتحرير الارض وحفظ العرض من الشيشاني والافغاني والتونسي والسعودي وغيرهم !
وكانت لهم صولات وجولات ومقبرة وادي السلام في النجف الاشرف تشهد بذلك لمن يرغب بالتأكد من حجم التضحيات التي قدمت ,وهذا تاريخ ليس ببعيد حتى يحاول البعض تناسيه او غض البصر عنه .
ما يقارب الخمسة الاف عملية عسكرية مصورة ضد المحتل , كانت كفيلة بخط تاريخ كبير لهؤلاء الفتية الذي امنوا بربهم , وجازاهم الله عنا خير الجزاء .
وبينما كان سماحة الشيخ قيس الخزعلي (كبيرنا ) برفقة المجاهدين منشغلين في مقارعة المحتل ومحاربة تنظيم القاعدة وفترة ما قبل داعش و داعش كان البعض الاخر منشغلا بتشكيل الحكومات التي لم نجني منها سوى الفساد والتحكم بمصير البلد.
اما فيما يخص دخول الصادقون في الحكومات لم يكن الا بعد ان عجز البعض عن انتشال البلد من جب الفساد , وفعلا كان للصادقون نواب في البرلمان تصدح حناجرهم ويهابهم القريب والغريب فمثلوا الشعب خير تمثيل ووزراء كفوئين ونزيهين والكل يشهد لهم .
وبفضل الدماء التي قدمها اخوة زينب (ع) والاسباب التي قد عرضناها سابقا , اصبح مكتب ( كبيرنا ) مقصد للجميع ومحط انظار السفراء والرؤساء ... ولنا مقال سابق في هذا الصدد .
فكبيرنا كبير الاقوال والافعال , كبير بالتاريخ الجهادي , كبير عندما اقدمت امريكا على وضعه وشقيقه على لائحة الارهاب الدولي !