كوثر العزاوي ||
أيًّا كانت الأسباب، وبصرف النظر عن المسبّب، دَعُوا اللوم وهلمّوا للمشاركة بأيّ وسيلة لتحقيق أبعاد الإنسانية مع ذوي الضحايا، فهناك حادثة أليمة ذهب ضحيتها عشرات من زائري المزار الديني المعروف ب{قطارة الإمام علي عليه السلام} في كربلاء المقدسة، منذ يوم أمس وفرق الإنقاذ تبذل جهدًا استثنائيا في محاولة انتشال الضحايا من تحت الركام، ومع مرور الوقت يتضاءل الأمل في الوصول إليهم أحياء، مما اشيع مؤخرا في الاخبار أن جميع الضحايا قد قضوا نحبهم “فانا لله وانا اليه راجعون” اذ لا اعتراض على حكم الله!! ولكن يبقى مايحزّ في النفس ويثير شجن الغيور عندما يخطر على الذهن ويشرد بخواطره وهو يستحضر عدة حوادث لاتبتعد من حيث المضمون الإنساني ليبقى التفاعل بين تلك وهذه هو المثير للانتباه فيدعو أصحاب الإنسانية إلى المقارنة على نحو الاستفهام لا الانانية!! فهل الإنسانية تتعدد ام أنها شعور فطريّ تحرّكه الحوادث فرحًا وألمًا، ترى مالفارق بين الأمس وريان المغربي واليوم وعشرات زائري قطارة الإمام علي “عليه السلام”؟؟!! هو فارق في المضمون والداعي واحد هو “الإنسانية”، وهناك عند البئر في المغرب نصبت النوائح وعلَت الصوائح وانطلقت قوافل البواكي وتحرّكت أقلام القاصي والداني والمسلم والمخالف والعراقي واللبناني والتونسي والاردني.وو باقي الدول والكل ينادي “وارياناه” الناس والإعلام والفضاء يصرخ، ياايها العالم ابحثوا وتقصّوا وحققوا في الامر وانقذوا ريان!!! ترى أين البواكي اليوم على مصائب وفجائع الشيعة بغض النظر عن كون المصائب افتعالا أو قضاءا وقدر!! اين مشاعر الإعلام الإنسانية اين أقلام الأحرار!! نعم ستنطلق بعد ذلك بمسيرة مشاعرية إما خجولة أو تأتي متأخرة، ولكن بعد أن تبحث عن ذريعة تلمز تلك الجهة وتطعن ذاك ، ولاعجب والمَثلُ يقول: عند الشدائد تسقط الأقنعة وتُبان حقائق الوجوه!! فإما يأتي مُسعفُ الجرحى ومواسي الثكالى، أو لينبح مدّعي الانسانية بما يحلو لهم من تزييف وتلفيق للاخبار عبر إعلامهم المسيّس المرتزق بحجة الاهتمام بالحدث المروّع! وبين إنسان وإنسان تتضح شعارات منافقي الانسانية، لابأس لعل الامر يهون عندما تكون تلك المصائب بعين الله تعالى وصاحب الامر “عجل الله فرجه” وحال الدنيا انها لاتخلو من أقدار وبلايا، وعند الشدائد والمصائب يتجلى مصداق:
{من أصبح ولم يهتم لأمور المسلمين ليس منهم} ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم