علي حسين الاشرفي ||
في هذه الأيام، ومنذ فترة قصيرة، تحول أتباع آل محمد، إلى قوة يشار لها بالبنان، فبعد أن كانوا مستظعفين في الأرض، لا حول لهم ولا قوة، وكل ثوراتهم تقمع، وسط تكتم إعلامي، فيقتلون رجالًا ونساءً وأطفالًا، من دون حتى شجب أو إستنكار، من قبل الإمم المتحدة، أو المنظمات المطالبة بحقوق الإنسان، أو المنظمات المعنية بحرية التعبير.
أما اليوم فأتباع آل محمد، أصبحت لهم قوة نستطيع أن نقول بأن لها الصدارة عالميًا، فحشدهم الشعبي، إستطاع أن يهزم داعش في العراق، وأنصار الله الحوثيين، كبدوا آل سلول خسائر فادحة، في اليمن، ونصر الفاطميين على جبهة النصرة وغيرها، في سوريا، وإنتصارات حزب الله على إسرائيل في لبنان، وغيرها من الجبهات التي أعز الله بها شيعة آل محمد ( ص ) ما هي إلا دلائل واضحة، على إن زمن التقية إنتهى، ومن الآن فصاعدًا، على عدوكم أن يتقيكم.
وبما إن زمن التقية إنهى، علينا أن نعلن للعالم كل الحقائق، نقول للعالم من قتل أمنا الزهراء البتول ( عليها السلام ) ونصرخ بعلو أصواتنا ( يا لثارات الزهراء ) إنطلاقًا من قول نبي الأمة ( ص ) ( أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم )
أوليس قول النبي وفعله وتقريره، حجة علينا؟
فهذا قول النبي ( ص ) واضح جدًا، حرب لمن حاربكم، ولنرى هذا الحديث أين ذكر ومن رواه؟ من كتب المخالفين! قبل الموالين والمحبين!
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده: عن تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: «نظر النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم»
وأخرج الترمذي في صحيحه قال: «حدّثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي، حدّثنا علي بن قادم، حدّثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن السدّي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»
وأخرج ابن ماجة في سننه قال: «حدّثنا الحسن بن علي الخلال وعلي بن المنذر قالا: حدّثنا أبو غسان، حدثنا أسباط بن نصر، عن السدّي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم»
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير قال: «حدّثنا علي بن عبد العزيز ومحمد بن النضر الأزدي قالا: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم: إن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم. حدّثنا محمد بن راشد، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سليمان بن قرم، عن أبي الجحاف عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ عن جدّه، عن زيد بن أرقم قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه وسلّم على بيت فيه فاطمة وعلي وحسن وحسين ـ رضي اللّه عنهم ـ فقال: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم. حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة ـ رضي اللّه عنه ـ قال: نظر النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة ـ رضي اللّه عنهم ـ وقال: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.
وأخرج الحاكم بإسناده عن أحمد بالسند واللّفظ وقال: «هذا حديث حسن من حديث أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها. (قال): وله شاهد عن زيد بن أرقم حدّثناه أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زين بن أرقم، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»
فبعد هذا الدليل، على إن النبي الأكرم ( ص ) هو حرب لمن حارب علي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام، أصبح لزامًا علينا أن نقتدي بقول نبينا ( ص ) ونحارب أعداء آل البيت ( عليهم السلام ) أما إذا كنت من جماعة الوقوف على التل، فصحيح إنك لم تنصر الباطل، لكنك خذلت الحق! ونصيحتي لك بأن لا تقرأ زيارة عاشوراء لما ورد فيها ( اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىٌّ لِمَنْ والاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ فَاَسْأَلُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِيائِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراءَةَ مِنْ اَعْدائِكُمْ اَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَسْأَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الَْمحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ وَاَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ اِمام هُدىً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْكُمْ وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ)
لأنك لم تكن حرب لمن حاربهم، ولم تتبرأ من أعدائهم، ولم تطالب بثأرك، ممن قاتل أئمتك عليهم السلام، وممن إغتصب حق سيدتنا ومولاتنا الزهراء ( عليها السلام ) وكسر ظلعها، وأسقط جنينها.
إن كل حقد العالم، وبغضه، لا يساوي جزء من كرهي وحقدي وبغضي، لأعداء آل بيت النبوة (عليهم السلام ) وبالخصوص من آذى السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )، فهي ليست مولاتي وسيدتي فقط، بل هي جدتي! أغلب أصدقائي وزملائي، عندما يريدون تعظيم شأني، ينادونني ب( ابن الزهرة )، فلكم أن تتخيلوا كره موالي، هاشمي، حسني، حشداوي، لأعداء أمه الزهراء، لذلك هذا وعد يا مولاتي، بأني سأبقى حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم، إلى أن يرزقني الله المطالبة بثأركم، مع إمامي الغائب ( عج )، أو يلحقني الله بكم وأنا على وعدي هذا.