حسين فلسطين ||
نَتيجة الصراع السياسي في البلادِ عَمد بَعض المُتَسلقين إلى أن يكونوا جزء من الآلةِ الإعلامية البعثية التي تمتلك تقنية ” تسفيه العقول وافراغها” وما تمتلكه من قوة تأثير عالية خصوصاً مع ترجيح كفة الجهل المنتشر على كفةِ الوعي الغائب والمهدد بالنضوبِ بعد اخفاق الدولة ومؤسساتها بتنفيذِ وتطبيق حزمة قراراتٍ لو طُبقت فعلياً لما تحكم البعث والوهابية بالمادةِ الإعلامية وتأثيرها على الرأي العام.
فمنذ عَملية (الردع الثانية) التي نَفذَتها قوات الحَشد الشَعبي ضمن عمليات نداء (يا حُسين) والتي استطاع من خلالِها أمن الحَشد تَفكيك خَليةٍ إرهابيةٍ بعثية كانت تَروم استهداف زيارة الأربعين بأحداثِ فتنةٍ تؤدي في نهايتها إلى إبادة جماعية للشيعةِ -وهو الهدف البعثوهابي المشترك- تُحاول بَعض الاقلام المأجورةِ التَشكيك بأصلِ العَملية وَحَقيقتها وَ رَغم نَفرهم القليل الاّ أن صَدى اكاذيبهم سوّقت لها قَنوات دول خليجية وعربية بطريقة احترافية مستغلة الصراع السياسي القائم والذي جعل بغض أبرز الإعلاميين أدوات لنشر اباطيل بعثية مخالفين بذلك تحذير السيد (مقتدى الصدر) الذي أكد وجود مخطط بعثي قبل أيام محاولة منهم حجب أنظار العالم عن قيمة العملية الأمنية الأبرز منذ تحرير العراق من براثن التحالف البعثوهابي ( داعش )!
وما بين تَصديق العُقلاء وَتَكذيب العُملاء فإن المُخَطط البَعثي الذي افشَلهُ أبطال الحَشد الشَعبي اقرب الى واقع هذه الجماعة المارّقة التي طالما استًهدَفت عَقيدة أهل البيت عليهم السلام وَ َتفاخَرت بقتلِ اتباعهِم طيلة العقود الخَمسة الماضية منذ تَوّليهم السلطة وَحتى بَعد سقوطهم عام ٢٠٠٣ وَلعل ما نَدرجهُ من نقاطٍ ادناه توضح الأسباب الحقيقية التي دَفعت بالبعثِ المقبور نحو استهداف زيارة الأربعين هذا العام :
(١) أن استهداف عَقائد الشيعة ضمن فكر وَسلوك وَ ادلجة حزب البعث فلا غَرابة من تكرارِ ارهابه ضدّ زوار العتبات المقدسة مع احتفاظه بسجلٍ يحتوي آلاف من الجرائم الإرهابية التي قام بها ضدّ الشيعة حتى وَصل الأمر إصدار آلاف من أحكام الإعدام بحقِ من يَزور الإمام الحسين (ع).
(٢) وجود الأرضية المناسبة لِتَفعيل هذا المُخطط نَتيجة الظروف الأمنية الغير مُستقرة جَعلت فلول حزب البعث يَظهرون علانيةً بلباسِ “ناشطين”.
(٣) أنْ الكَشف عن هذا المخطط جاء كمرحلةٍ ثانية سَبقتها مراحل كثيرة منها زرع الفرقة بين الزوار الشيعة نفسهم بل تهديد الزوار الوافدين من البلدان الأخرى وخصوصا الإيرانيين من حضور مراسيم الزيارة.
(٤) ظهور عَلنّي لبعثيين في “التظاهرات” الأخيرة و اعلانهم الرسمي بشنِ عمليات إجرامية ضدّ مؤسسات الدولة .
(٥) الترويج لأكذوبة دخول قوات ايرانية عسكرية ضمن صفوف الزوار تحسباً لبدعة المواجهة (الشيعية _ الشيعية) التي يسعى لها حزب البعث الإرهابي.
(٦) تحذيرات المرجعية العليا وعلى لسانِ زعيم الطائفة الإمام السيستاني من عودة الدكتاتورية البعثية ومن كان لهم باعٍ طويل في إيذاء العراقيين يجعلنا أمام حقيقة وجود البعث ومخططاتهم.
(٧) تحذير (السيد مقتدى الصدر) من وجود مخطط بعثي لأحداث “فتنة الاربعين” يؤكد ايمان السيد الصدر بحقيقة وجود المخطط لا سيما وأن هذا التحذير خرج ممن يصفه البعض ب”الضِدّ النوّعي للشيعة”!
ومما ذكرناه من حقائق انفاً فإن صمود أقلام المرتزقة لا يمكن حدّوثه وإن موجة الدعايات والاشاعات المضادة للعملية المباركة لن تصمد طويلا وإن نجح بعضهم في إرباك الزيارة فإنهم تحت مرمى “حشد الانتصار” الذي طمأن العالم أجمع بأن مواطنيهم بأمنٍ وخير وسلام .