جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف نحن أمة مخدوعة..ماذا فعلوا بكم ؟؟

نحن أمة مخدوعة..ماذا فعلوا بكم ؟؟

حجم الخط

 

حسن كريم الراصد ||


قد يكون الحظر الفيسبوكي مفيدا للمتتبع والمدون احيانا فهو يمنحه فرصة للتأمل وللقيام بجردة حساب يراجع ماهو صالح وماهو طالح بعد ابتعاده القسري عن معمة النشر والرد على المخالفين . فبعد فترة ابتعادي عن القارئ وجدت أن هنالك عيوب ومساوئ واخطاء وحتى فساد عند المتصدين للشأن السياسي في التجربة الديمقراطية في البلاد ولكن هذا لا يعني أن الجمهور الشيييعي كان مثاليا بل وجدت اننا كجمهور كنا ندفع باتجاه ارتكاب الاحزاب مزيدا من الاخطاء وبطريقتين : تارة بالتعصب المجنون الذي يشبه تعصب جمهور كرة القدم لنواديهم والذي يضلون عليه ماكثين حتى وان ظهر الخصم بصورة اروع وابهى واكتسح فريقهم بعديد أهداف . فهذا النوع من التحزب الاعمى مذموم عقلا ونقلا وكما جاء في قول سادتنا اهل البيت : ليس التعصب أن تحب قومك انما التعصب ان ترى شرار قومك خير من خيار غيرك ..

وهذا المنهج هو من جعل الكثير يخوض في تخوين الآخر وازدراء كل ما هو مخالف لجماعته حتى لو أتوا بما اتى به الصالحين . اما الطريقة الاخرى فتتمثل في الحكم المطلق والمسبق على الجميع بالفساد والدونية وعدم الدراية السياسية والخنوع للشركاء وهذا لن يأت من فراغ بل عملت عليه مؤوسسات وفرق مخابرات اجنبية سنين تمكنت من خلاله أسقاط كل رمز للمكون الاكبر مع عدم التعرض لرموز المكونات الاخرى وأن زادوا على الآخرين فسادا . وكلنا يتذكر مقولة (( كلهم حرامية )) وكيف جرت على السن الصغير والكبير والعاقل والسفيه رغم اجحافها لكثير من الرموز التي لم تتلوث بروث المال العام ولا بدماء العنف والتسقيط والهيمنة . بل أن هنالك من قادة الشيعة من سيقف عندهم التاريخ مطولا يشيد بمواقفهم ونزاهتهم ونكرانهم للذات الا اننا قررنا ان نسقطهم جميعا وانتهى الامر بنا أن نسقط حكومة أنصفتنا ونأتي بأخرى ثبت للجميع تفاهتها ودنو همتها وانسياقها الذليل للاجنبي كجارية مطيعة او ملك يمين !! وبالنتيجة نصل اليوم الى قوى شيعية توحدت تحت راية اطار شيعي وانصهرت ببوتقة واحدة وتخندقت جميعها في ساتر المواجهة مع خصوم واعداء كثر .

فهذا الاطار وقف بوجه الادارة الاميركية والدسائس الانگليزية بافشال الانتخابات وتزويرها بما لم يحدث في التاريخ من قبل بعد أن اقصت القوى الشيعية واخرجتها مفلسة من بيدر المقاعد النيابية وهي التي لو صوت لها فقط عوائل منتسبيها المنضمين في دوائرها ومقراتها لاتت باكثر مما حصلت عليه . فقاتلت قوى الاطار وحاولت منفردة بعد ان تخلى عنها الشركاء وهجرها جمهورها تغيير الواقع المجحف وامامها منظمات عالمية واجهزة مخابرات عريقة تملك عملاء وادوات في الداخل فلم تتمكن من نيل حقوقها ولكنها لم تذعن بل مضت تتناسى خلافاتها ودعت تبايناتها جانبا وأتت مجتمعة تواجه الخصوم الذين ازدروها وسخروا منها حتى باتت قوة شكلت ثلث معطل لتوقف تداعيات المؤامرة وتمكنت من ذلك باساليب قانونية دستورية وباللجوء للقضاء الذي لم ينصفها بادئ الامر لكنها رضخت لمقرراته واستسلمت لاوامره وهي تردد : لاسالمن ما سلمت امور المسلمين .

وتحملت قوى الاطار الشيء الكثير من تأنيب الجمهور الذي لم يخرج أصلا للادلاء بصوته ومن الذين وقفوا على التل ينظرون لمن الغلبة دون ان يكلفوا أنفسهم يوما لتغيير الواقع بفعل او قول فهم لا يحسنون غير النقد والشماتة والتأنيب وجلد الذات .. ثم جرت الامور بما تشتهي ارادة السماء متجاهلة ارادة بلاسخارت التي وقفت كرأس حربة لاسقاط المكون الاكبر من المعادلة تقف خلفها ادارات دول عظمى واعلام لا يقوى على مواجهته احد وعاد الاطار للصدارة التي يستحقها وتمكن من جمع اغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة بعد أن تجرأ الشركاء وباتوا يتحدثون علنا ان لا شيء يمنعنا من تشكيل حكومة برئاسة من اي مكون يحلمون بحرمان المكون الاكبر من استحقاقه بحجة حكومة وطنية رغم انهم تمسكوا بأستحقاقاتهم وبقوة .. هنا بدأت معركة من نوع آخر وهي تعطيل البرلمان واصرار الحلبوسي على عدم عقد جلساته وتسويف استحقاقاته الدستورية يراهن على سلطة حكومة الكاظمي التي بيدها النهي والامر والتي تلاعبت بأمن البلاد وليس سرا ان قلنا ان مستشاري الكاظمي كانوا يقومون بتأجيج الشارع وقادته الامنيين كانوا يتهاونون في حفظ الامن حتى باتت الدولة هزيلة مضحكة ليس لها من الدولة الا الاسم .

هنا وبدهاء من قادة الاطار وبأستخدام للترهيب تارة والترغيب تارة أخرى ودبلوماسية ثالثة من الزام الشركاء بمواد ونصوص دستورية . وبصمود وصبر تمكنوا بالاخير من كسب المعركة المفتوحة مع الكاظمي الحالم بالولاية الثانية من خلال الفوضى ومع السنة يمثلهم الحلبوسي التي عطل البرلمان بقرار شخصي ومع الاكراد الذين تخلوا عن حلفاءهم الستراتيجيين وذهبوا لجهة واحدة من المكون الأكبر .

ومع جمهور لا يعلم أحد ماذا يريد وما هي اهدافه ؟ ومع أمم متحدة تفرقت في كل معضلة واتفقت اليوم على تنحية المكون الاكبر من استحقاقه ومع أجهزة مخابرات توزع أموال طائلة لاثارة الخراب . ومع دولا قررت ان لا تقوم في العراق حكومة يمثلها الاطار الذي يمتلك علاقة ودية مع أيران .. وفي خضم هذه المعركة الشرسة الغير متكافئة تمكن الاطار من الانتصار ولكنه مازال يواجه الهزيمة والطعنات من الاغلبية الصامتة التي لم تفعل شيء في هذه المعركة سوى التفرج . فهي لم تشترك بتظاهرة لحماية الدولة عندما تعرضت لخطر الزوال . ولا دعمت دعات الاحتكام للدستور والقانون ..

واكتفت بالوقوف على تلال الفيسبوك تدلي بالتصريحات النارية التي تنال من الجميع وتسقط الجميع والجميع هنا محددة بقادة المكون الاكبر فقط لا بغيرها . يأتي ذلك في وقت تمكن هذا الاطار الانتفاض والقيام بعد أن سقط بسهام قاتلة مميتة لم يتصور احد أنه سيقوم بعدها .. الخلاصة : أني أكتشفت أن الكثير منا يعاني من سلبية ظلماء لا تجعله يرى الاشياء كما هي بعد أن اتخذ قرارا بأسقاط الجميع حتى وان اتوا بصك غفران من السماء .. حتى وأن شعروا بالتقصير فتداركوا امرهم وحاولوا اصلاح شأنهم .

حتى وأن اعترفوا بأنهم اخطأوا ويحاولون اليوم التكفير عن اخطاءهم . فهو من النوع الذي يصادفك يوميا في الاسواق او بالباصات والمقاهي وتسمعه يردد عبارته الغريبة : لو يجي ربك ما اقتنع !! ولا يعلم أن ذلك ينطبق على الحححمار لا على من منح عقلا يحكم من خلاله ويتعرف فيه على الحق فيعرف أهله وان الحق والباطل ليست صفة ملازمة لبني ادم فهو يتأرجح بين الفضيلة والرذيلة فيخطئ تارة ويصيب أخرى وان فشل اي تجربة في زمان ومكان ما لا يعني بالضرورة فشلها في زمان ومكان آخرين .

وأن عبد المهدي المنتفجي كان رجل من طراز خاص لكن تآمر عليه الشرق والغرب فسقط . وان الكاظمي أتت به دوائر ليس لأحد قوة على منعها وخيروهم بينه وبين الخراب والفوضى والحصار فاختاروا أهون الشرين .. وأن السوداني رجل نزيه صالح قوي ولكنه سيفشل وينكسر أن بقينا نصدق ما أنطلت علينا من خدعة كلهم حرامية .

ولكم اللطم ولنا الحكم .. وان بقينا نأن تحت وطأة سوط الحنين للعبودية وشعور الذلة والدونية ونسينا ما نحن فيه من نعمة بعد أن ثقبت ذاكرتنا السنين فصدقنا أن صدام كان قويا وهو الرعديد الذي وجدوه في حفرة .

وصدقنا اكاذيب زمن الخير بعد ان نسينا الخبز المدفوف بالطيور النافقة والجريذية المتعفنة . وبعد ان تغنينا بالامان ونحن كنا نربط اطارات سياراتنا الى اعمدة الكهرباء خشية أن يسطي عليها اللصوص .

ونسينا أن الصلاة على محمد وآل محمد كانت جريمة قد تودي الى الاعدام ان اعلناها احدنا بمكان عام ولكم مني تحية وسلام ..


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال