مازن الولائي ||
عند الرجوع إلى رأي السيد روح الله الخميني العظيم “قدس سره” في أصل “ولاية الفقيه” وخطورتها سواء في تركها أو الوقوف معها وتحقيقها كما نصت الروايات على ذلك، خاصة وبرهان الخميني العزيز الذي يختصر الطريق كثيرا على كل متحسس المسؤولية الشرعية وكل من عرف دوره في زمن الغيبة الكبرى حيث يقول؛《 مجموعة القوانين لا تكفي لإصلاح المجتمع، ولكي يكون القانون مادة لإصلاح وإسعاد البشر فإنه يحتاج إلى السلطة التنفيذية، لذا فإن الله عز وجل قد جعل في الأرض إلى جانب مجموعة القوانين حكومة وجهاز تنفيذ وإدارة، الرسول الأعظم كان يترأس جميع أجهزة التنفيذ في إدارة المجتمع الإسلامي.. والحق أن القوانين والأنظمة الاجتماعي بحاجة إلى منفذ 》.
هذه الحاجة الملحة وهي تطبيق الحكومة الإسلامية الغاية القرآنية والتي من أجلها أرسل جيش من الأنبياء والمرسلين والمعصومين “عليهم السلام”، وما ثورة أبي عبد الله الحسين “عليه السلام” بالثورة العبثية والعياذ بالله تعالى! بل هي عين المطالبة بتحكيم الدين في الأمة وبسط قانون السماء《 إذا ابتليت الأمة براع مثل يزيد فعلى الإسلام السلام 》إذًا لابد من تطبيق تلك الأحكام الواردة في القرآن والسنة المطهرة بلسان الرسول والعترة المطهرة، ومن هنا يسوق الإمام الخميني “قدس سره” دليله على الحكومة الإسلامية من خلال كمّ الأحكام التي وردت والتي تحتاج مواصفات خاصة في الفقيه والقائد وهي غير متاحة -المواصفات – لغير سالكي سبيل العلم والاجتهاد من مدرسة أهل البيت “عليهم السلام”. ولعل رواية الإمام الصادق عليه السلام عندما قال؛《 إنما للمسلمين رأس واحد》 والتعدد في موضوع الولي ثبت ضرره ومعارضته لادلة كثيرة، منها أن الامامة كانت لواحد من أهل البيت “عليهم السلام” مع عصمتهم جميعا، وما ينطبق على المعصوم ينطبق على من ينوب عنه في زمن الغيبة من ناحية القيادة السياسة أو قل الولاية العامة للفقيه. لأن تعدد الولاة سوف يجعل الأمة الإسلامية أمة عاجزة عن إتخاذ قرارات مصيرية ترتبط بالأمة كلها، ولعل طريقة إدارة البلاد الإسلامية وحدودها الواسعة عن طريق ما كان رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” وكذلك أمير المؤمنين “عليه السلام” يوم جعلوا على كل بلد نائبا عنهم مع صعوبة ذلك الزمن من حيث التواصل العسير ونجحت المهمة، فما بالك والعالم اليوم قرية صغيرة والتواصل لحظي فوري، وما تجربة ولاية الفقيه في إيران الإسلامية إلا خير دليل على نجاح حاكمية الإسلام وتطبيق الإسلام وقوانينه التي ضمت سعادة الدنيا والآخرة .. والدفاع واجب كل مكلف وليس أبناء الشعب الإيراني فقط!
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..