علي عنبر
- هل علينا ان نكره ايران ؟؟
- كيف لعربي أن يكره علياً ؟؟
- أنا حفيد إله – لكنكم أحفاد علي .
قالها صديقي اللبناني – البروفيسور جورج زكي الحاج ،في دردشة جمعتنا في بيروت "كيف لعربي أن يكره علياً "؟ وأردف : العرب في آدابهم ومروياتهم وأشعارهم ،يمجّدون الفصاحة والبلاغة والحكمة والشجاعة والكرم ، وكل هذه الصفات توفرت في ذلك الرجل ، وهذه حالات نادرة في التاريخ ،فكيف كرهوه ؟؟ ثم سار الحديث الى مواقع أخرى من التاريخ ،فقال البروفيسور جورج : اعتبر نفسي حفيد إله ،فالمسيح هو إله بنظر بعض الكنائس ،أو ابن إله عند كنائس أخرى ، لكني أحترم أحفاد الإمام علي ، فهو يحمل من الصفات الانسانية ، ما يناظر المسيح ،صحيح ان المسيح لم يحمل سيفاً كما علي ، لكنه حمل كلمة شجاعة واجه فيها اعداءه.. .
ايران دولة اقليمية كبرى ، تتبع قياداتها ، بعض اخلاق وصفات الامام علي ،بحكم المعتقد الديني ، فهي لاتخذل اصدقاءها وتفي بوعودها وتصدق في اعلانها ، كما انها تتمتع بشجاعة وصبر في مواجهة اعدائها ،ومع ذلك يكرهها العرب ،وبعض العراقيين ، ويطلقون عليهم شتى الصفات ،منها نظام الملالي ، وهي الإشارة الى الطريقة البدائية في التعليم ، يقوم بها رجال دين أشباه اميين ، بتلقين الأطفال بعض الحروف والآيات بحيث يصبح قادراً على "فك الخط" والتهجئة على طريقة حجي راضي (نحباني للو ) لكنها تحولت الى الجملة الأثيرة للغالبية الساحقة من ضيوف الفضائيات العرب ، وعدد ليس قليلاً من العراقيين ، كما أضيف اليهم الاسرائيليون ،وكان أكثرهم استخداماً لها "إيدي كوهين ".
بعد أربعين سنة من الحصار ، والهجوم السياسي والاعلامي ،والتحريض المتواصل والكراهية بلا قيود ، والشيطنة لكل ما يتعلق ب" نظام الملالي " والحديث بلا انقطاع عن تخلفهم وقرب انهيار نظامهم (ها مصابح ها أمّاسي ) ،فاجأ الملالي العالم ،بأنهم بلغوا من التطور ما يتعدى التصور، صنعوا مفاعلات نووية وصواريخ باليستية بالغة الدقة ، واقماراً صناعية وطائرات مسيّرة تغلّبت على أحدث التقنيات الأمريكية في اوكرانيا ، ولهم مساهمات في الخلايا الجذعية وعلوم النانو -وغيرها من العلوم المتطورة ..
المشكلة ، من يوجه لهم راشدي ،يردونها ب(كلّة) يعني نطحة رأس تكسر جهرته ، أمريكا ترسل أحدث طائراتها للتجسس ، اسقطوها ، وقبلها أسروا جنوداً أمريكيين واشبعوهم قيمة وساهون بعدين طلعوهم ، بريطانيا جربت حظها معهم فحجزت ناقلة نفط ، وفي اليوم التالي كانت ناقلة نفط بريطانية محتجزة في ايران ،اغتالت أمريكا قائداً لهم ،وهددت وتوعدت بالمزيد، فضربوا بال(كيزرات) أهم قاعدة وبعدهم جنودها مصابين بفرة الراس والصداع الكلي ، وبلعتها امر- يكا ، بعدها أ سقطت طيارة امريكية بأفغانستان فيها كم راس أمريكي كبير ، و بلعتها أمريكا - احترق لل(ملالي ) مركز ابحاث ، احرقوا سفينة حربية في ميناء كاليفورنيا ، احترقت سوق ايرانية ، احترقت غابة امريكية ، ترامب كان يوسط هذا وذاك ،ويقعد بصف التلفون ، بلكي يتصل الرئيس ، أو اي مسؤول ايراني بس ولا واحد عبّره ، بينما (نشامى) العرب ،يكفي تغريده أمريكية ،حتى يتراكضوا وكلمن عاض دشداشته .
في هذه الاثناء ،نقلت وكالة بلومبيرغ ، عن محاولة امريكية لمصادرة ناقلة نفط ايرانية بحمولتها من النفط الايراني ، فسارع حرسهم الثوري ،وصرخة ياعلي وياحسين تسبقهم ، لينتزعوا سفينتهم مع حمولتها ، والسيطرة على سفينة أخرى حاول الأمريكان نقل النفط اليها – حسبما اشارت الانباء - .
أمام كل تلك الفصول من الشجاعة ،هل يمتلك الانسان – الانسان حقاً – أن يكره ايران ؟؟ قد تنتقدها على سياستها ،أو قد تصدق مايفبركه الاعلام العربي – الخليجي خاصة – لكن ان كنت تحترم قيمتك كرجل أو كانسان ،فلابد ان تحترم شجاعة عدوك- لمن يعتبر ايران عدواً - .