عهود الاسدي ||
اشتاق اليها لكن الهجر دواء لدائي فانني اخشى من نيران الحروف على اوراقي، وما عساي اخط وقد ازداد الظلم وانتشر الباطل حتى انني اصبحت اشك بان الحبر اصبح باهت وقد فقد لونه، وان الاوراق تهرأت و بلت وأطرقت خجلة من قلة القراء وانحسار الكتابة في السياسة ودعم الفاسدين لنيل رضاهم او شد انتباههم للابتزاز ،
عندما تكثر الظواهر السلبية في المجتمع ويسود الظلم والفساد، وتندثر القيم و المباديء فلا يصبح لها معنى او تكون مجرد شعارات ترن في محافل تقليدية خاوية الوفاض، او عندما تتجرد البشرية من انسانيتها فيكون المال والمناصب واحراز المغانم واشباع الشهوات والرغبات شغلها الشاغل، فينطوي كل فرد على نفسه او كل مجموعة تجمعها المصلحة على نفسها، النقد والكتابة والتصحيح لن يجدي نفعا فكل يفسر مايقرأه على هواه كيف لا وقد اصبح تفسير الايات القرآنية والاحاديث النبوية والروايات على هوى المفسر والمتكلم !!!!!
كان الكاتب او الناقد يشخص حالة اجتماعية شاذة فيحد بنان قلمه لينال منها فتنزوي لتنتهي، اما الان ففي الاسرة حالات تحتاج الى الكثير من التغيير والرجوع الى ماكانت عليه عوائلنا في لم شملها والتعاطف بين افرادها والبر للوالدين والإيثار بين الأخوة وترديد الكلمات الودية بين الافراد والشعور بالمسؤولية لدى الصغير والكبير واحترام الاعراف وعدم التمرد عليها ليخرج ذلك كله عن اطار الاسرة الصغيرة الى الاقارب والجيران فيكثر التزاور والتهادي والتودد بين الجميع، لكن بكل اسف الوضع الاقتصادي والسياسي المتردي وانعدام الامن والامان وفقدان اهم الخدمات الاجتماعية اسباب رئيسية تعمدها الغرب المشئوم على يد عملائهم ليفقد المسلمون لذة الحياة المنظمة والعدالة الاسلامية ، رغم علم الجميع بان اعداء الاسلام بذلوا ومازالوا يبذلون من اجل زرع الفتن وزعزعة الامن في بلاد المسلمين ورغم علم الجميع بان اهم مخطط عمل عليه الاعداء هو زرع المدعين للاسلام والمنافقين ليشوهوا صورة الدين والمذهب الا ان الجميع مازال يتخبط ويبتعد عن العلاج الجذري في استئصال ذراع الغرب المتلونة المنافقة،
الحقيقة انني جبانة كما هو حال الكثيرين امثالي نخشى التشخيص ورفع البنان بوجه المنافق فقد اخسر وكالات مهمة احتاجها لنشر مقالي وقد اتعرض الى هجومات من عدة جهات تسقطني وقد تقام الدعاوى والشكاوى وووو ما لا نهاية، فمن اجل ان احظى بمكانة مرموقة علي ارضاء الاخرين، ولو ازداد الطمع في نفسي لنيل منصب معين علي تمجيد شخصية معينة او جهة متنفذة، بما ان ذلك صعب جدا انزويت وقررت هجرانها رغم اشتياقي الشديد لها، فالهجر اهون النارين لكنه تخاذل وخذلان للدين والمذهب وليس بالعذر المقبول، فكثرة الطرق تلين الحديد ومن واجبي تصحيح بوصلتي ككاتب او كاتبة، وترك السياسة تماما والاتجاه نحو المجتمع وبناء الفكر السليم ومواجهة الانحرافات بكل اشكالها وبكل شجاعة (فاما ان اكون او لا اكون ) ومن الله التوفيق والسداد