إياد الإمارة ||
ما هي بيوت الأرامل التي كتب عنها برناردشو مسرحيته الاولى؟
بيوت بائسة يقوم ملاكها بإيجارها للمساكين الذين لا يملكون قوتهم اليومي..
بيوت متهالكة، تؤمن بفقرها كل ثراء الملاك الذين تزداد ثروتهم مع إزدياد أعداد هذه البيوت!
المسرحية أرادت أن تصور لنا سوء نظام سياسي وإقتصادي إعتمد رأس المال وعمل على أساسه، نظام مادي صرف مجرد من المشاعر، والإنسانية، وعلاقات الرحمة والألفة بين الناس..
في بيوت الأرامل نسمع أنات النساء والأطفال والشيوخ العجزة الذين تطحنهم أنياب البرد والجوع والمرض، إلى جنب قهقهات الأغنياء الذين:
١. يرون توفير بيوت الأرامل البائسة إنجازا.
٢. وتغيير وضع هؤلاء المساكين ليست من مهامهم.
٣. ومن حقهم أن يعيشوا مرفهين وإن كانت رفاهيتهم على حساب هؤلاء المساكين.
في بيوت الأرامل تلك وتلك يجلس حراس المعبد بلحاهم الطويلة البيضاء لتأدية الصلاة بكل خشوع تجري الدموع من آماق عيونهم!
في بيوت الأرامل تلك وتلك يتحدث السياسي حديثاً طويلاً عن برنامجه السياسي الواعد الجميل بحماس ما بعده حماس!
في بيوت الأرامل تلك وتلك ينظر الطفل الصغير عبر نافذة مهشمة إلى غده المجهول وهو يجهش بالبكاء يمزقه معدته الجوع، وينخر البرد والحر بجسده النحيل، ولا يقوى على الذهاب إلى المدارس التي تُركت هياكل حديدية في عهد الوزير “التقي”.