رعد الدراجي ||
ليست هذه المعركة الأولى ولا الأخيرة؛ فقد خاض أخوة زينب العديد من المعارك وعلى مختلف الاصعدة، وكان سلاحهم بالإضافة الى السيف ؛ الإيمان والصبر والسعي الحثيث لتحقيق مطالب المواطن وحماية الوطن من الأعداء والمفسدين والمخربين وايتام النظام الاجرامي الصدامي وفلول الإرهاب.
نعم تصدى الصادقون لمعالجة الملفات الشائكة وكشف الالاعيب السياسية والمؤامرات التي تستهدف المواطنين، واخرها مشكلة ارتفاع سعر صرف الدولار، وكلنا نعرف ان جذر المشكله بدأ في حكومة الكاظمي والمدعومة من كتلة سائرون والكرد وباقي الجوقة، حيث امر الكاظمي برفع سعر صرف الدولار من ١٢٠ الى ١٥٠ دينار، وفرح البعض بهذا القرار الصبياني المجحف، بل ان اعضاء كتلة سائرون رفعوا علامة النصر وقتذاك، وراح انصارهم يبررون هذا القرار بشتى الأعذار والحجج الواهية، واحيانا يحاولون التملص من تباعاته والتبرؤ منه ، زورا وكذبا لاستغفال الناس والضحك على الذقون، واستفاد البعض من هذا الارتفاع الفاحش، بالإضافة إلى السرقات الهائلة الاخرى ومنها فضيحة سرقة القرن وقانون الامن الغذائي.
وليت الأمر وقف عند هذا الحد ، فعندما جاءت حكومة الشعب وارادت تحقيق المطالب الشعبية وعقد الاتفاقيات المثمرة بين العراق والصين والمانيا وباقي الدول بخصوص ملفات ميناء الفاو وطريق الحرير وملف الكهرباء وقطار بغداد المعلق… الخ ؛ هبت جموع المرتزقة والمخربين لبث الدعايات والاشاعات بين العراقيين ؛ بل تمنوا صعود سعر صرف الدولار وانهيار العملة العراقية؛ من أجل اثبات صحة قرار الكاظمي وكتلة سائرون برفع سعر صرف الدولار الأول؛ واحراج حكومة السوداني، بل والتبرؤ من تبعات القرار الأول… ؛ ولم يهتم هؤلاء بمصالح الشعب قط ؛ فمنذ قرار الكاظمي والى هذه اللحظة: توقفت مصالح الناس ، وعمت البطالة، واصيبت السوق العراقية بالكساد والضمور والانكماش ، وقلت الانشطة التجارية ، وارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية… الخ .
وأخذت على عاتقها حكومة السوداني _ ومن وراءها كتلة الصادقون _ ؛ تبني مصالح الشعب وهمومه وما يعانيه؛ بعد القرار الشجاع بتخفيض سعر صرف الدولار الى ١٣٠ الف فقط ، فالحكومة الوطنية الصادقة هي التي تجعل مصلحة الوطن ورضا المواطن هما معيار النجاح؛ وليس الشعارات الكاذبة ومخططات ما وراء الكواليس المظلمة.
وقد صدق الصادقون بما عاهدوا جماهيرهم عليه ؛ وذلك من خلال التزامهم بتعهداتهم وخدمة ناخبيهم وانتفاعهم من دروس الماضي ، وبفضل جهود أبطال كتلة الصادقون باءت محاولات إسقاط حكومة السوداني من خلال تحريك الشارع وتجييش الجيوش الالكترونية والمضاربة بالدولار؛ بالفشل الذريع.
والعجيب في الأمر أن فلول المتظاهرين ضد ارتفاع سعر صرف الدولار الاخير لم يشجبوا المسبب الرئيسي الا وهو الكاظمي ومن وراءه كتلة سائرون ولم يتطرقوا للهيمنة الاقتصادية الامريكية الغاشمة، ولم يرفعوا شعار الاستقلال الاقتصادي العراقي ؛ باختصار كانوا مجرد أداة للتسقيط السياسي بيد الدوائر الدولية المشبوهة، والبلطجة الحزبية المعروفة.