إياد الإمارة ||
الصورة من داخل البصرة الغارقة بأمواج الدخان لا تسر أبناء هذه المدينة ولا تبعث على الأمل والتفاؤل إطلاقا وهي تعيد إلى الأذهان صور الخراب الذي إقترن بتاريخ البصرة منذ ما قبل صاحب الزنج والعاصمة المختارة وإلى ما بعد يومنا هذا!
وخرابات البصرة المتكررة مقرونة هي الأخرى بالأنفاق في هذه المدينة!
فهل توجد أنفاق في البصرة؟
وما قصتها؟
وما علاقتها بالخرابات؟
الحقيقة إن الأنفاق ليست قصة البصرة لوحدها بل هي قصة العراق من أعالي مدينة زاخو الشمالية وحتى آخر حبة ملح في رأس البيشة “أم العيشة” الجنوبية، وبعد أن كانت القصة العراقية -والبصرية منها- تدور أحداثها في نفق واحد أصبحت تدور في عدة أنفاق و “سرداب” واحد!
بدأ خراب البصرة الجديد بعد العام (٢٠٠٣) عندما دارت رحى معركة طاحنة داخل نفق واحد لم يستطع أن يفرز موقفا واحدا لتضيع البصرة ضياعها الأول “الجديد” ولم تستفق المدينة إلا بعد عناء طويل وجهد جهيد ومرجعية كبرى وكان يا مكان ..
وتضيع البصرة مرة أخرى في صراع بين نفقين “نفرين” هذه المرة، نفق الأنانية المفرطة ونفق العناد والغرور والتكبر، وحصل ما حصل بأن نكرة قدم البصرة من مزابل التاريخ جاء ليتحكم بها، فصنع مجده وثروته وكتب كتابه الذي إدعى فيه أنه من حملة شهادة الدكتوراه من جامعة “الزوربون” التي تخرج ادعياء السياسة والإقتصاد وأدعياء الشرف من “قواويد” بيت سياسي معروفة بالبعثنة و “المصرنة” ..
وحديثي هذه المرة عن ضياع البصرة الجديد الذي سيكون نتيجة صراع في نفق واحد كما في ضياعها الأول “الجديد”!
نفق تتصارع في “إرادتان” هي ليست من أجل المدينة الموجعة بل من أجل أنانية “أناني” مثقل بالهزيمة ومن أجل رغبة بالإنتقام تتملك نفسية مثقلة بالعقد وبعض هذه العقد بعثي جدا!
ستضيع البصرة من جديد بعد أن تنفس أهلها الصعداء ..
المعركة داخل نفق واحد بعيدا عن السرداب ..
ستضيع البصرة لأن فيها:
١. مَن يعمل لأنانيته.
٢. مَن أعماه حقده.
٣. مَن أعماه جهله.
فمَن يمسك بزمام المبادرة لكي يمنع البصرة من أن تضيع للمرة الثالثة في حقبة زمنية قصيرة؟
مَن يغار على هذه المدينة عروس مدائن الارض؟
مَن يقدر المصلحة العراقية الكبرى ويحفظ لهذه المدينة هدوئها وإستقرارها “النسبي”؟
مَن يقدر لأهل البصرة جهادهم ووقوفهم صفا واحدا كالبنيان المرصوص إستجابة لنداء العقيدة والوطن؟
مَن يقدر لأهل البصرة تدينهم وولائهم وحسينيتهم؟
مَن ومَن ومَن ومَن ومَن وليس مِن مَن ولا سلوى..