جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

رعد الدراجي ||


ان المقتول في سبيل الله والوطن يسمى شهيداً ؛ لأنه أشهد الله والوطن والناس على صدق إيمانه و عظمة تضحيته ، وأثبت باستشهاده أن ما سار عليه يمثل الحق والشرف والوطنية .

والشهيد في الحقيقة حي لا ميت ، وقد نهى الله المؤمنين أن يقولوا للشهيد إنه ميت ؛ لئلا يظن الإنسان أن الشهيد يموت ، فيفر من الجهاد خوفاً من الموت ، و لئلا ينكل الناس عن الجهاد، لفرار النفوس من الموت طبعاً ؛ وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ؛ وقال الله تعالى : {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } .

وللشهيد في المجتمع مكانة خاصة باعتبار كل انسان يقدم خدمة لمجتمعه وامته ، فان قيمة ومكانة ذلك الانسان تتناسب مع ما قدمه ، فأهل الصناعات واهل الاختراعات وغيرهم ممن يقدموا خدمة لمجتمعاتهم ، لهم قيمة واثر فيها ، لكن لو قارنا تلك الخدمة وما يقدمه الشهيد احياء لمجتمعه بدمه وبحياته مع ما يقدمه الآخرون في مجال الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية ، لفاق على جميع اولئك … ؛ ولذلك نلاحظ تعاطف الامم و الشعوب مع الشهداء والاهتمام بهم دون غيرهم ، وهذا يكشف عن عظم ما قدموا لتلك الامم و الشعوب لأنهم جادوا بأنفسهم ، فكان لهم الأثر الواضح من خلال الجانب المادي ، والمعنوي ، فبدمائهم تحققت الحرية والاستقلال ، وينجلي الظلم والقهر والفساد ويتحقق العدل والانصاف ، وتترسخ المثل والقيم الوطنية والانسانية والاخلاقية السامية .

وقد زفت حركة عصائب اهل الحق في العراق إلى جماهير شعبنا وأمتنا ، مجموعة من الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن المقدسات والوطن والاعراض والاطفال والشيوخ … من الذين قاموا قوات الاحتلال وشراذم الارهاب وفلول العصابات الداعشية الاجرامية … ؛ ومن هؤلاء الشهداء الاحياء في ضمير الشعب العراقي والامة الاسلامية : الشهيد القائد البطل الحاج مهدي الكناني , والشهيد القائد البطل احمد جاسب , والشهيد القائد البطل صفاء الشاوي , والشهيد القائد البطل علاء الكعبي , والشهيد القائد البطل مكي الجمالي , والشهيد القائد البطل ابو موسى العامري , والشهيد القائد البطل فايق الخزعلي … الخ ؛ وغيرهم الكثير من ابطال العراق واسود بلاد الرافدين .

أن هذه الدماء الطاهرة سوف تشعل مزيداً من وقود عمليات الجهاد المتواصلة على امتداد الساحات وفي مختلف الاصعدة حتى النصر المؤزر ؛ بل انها تمثل الارضية الشرعية لانتظار الامام الموعود عليه السلام , وستشكل هذه الدماء الزكية سدا مانعا لكل من يحاول اختراق السيادة العراقية وشق الصف الشيعي واهانة المقدسات الاسلامية والتعدي على ارواح واعراض وممتلكات العراقيين .

واعتزازا منا بمسيرة الشهداء واكراما لهم ؛ قام الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي يوم الأربعاء ، بزيارة مقابر شُهداء الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية في ذكرى يوم الشهيد المقاوم الموافق 4 آذار من كل عام … ؛ وجدد العهد بإكمال مسيرتهم الجهادية والمطالبة بالحقوق والقيم التي من اجلها استشهدوا , والاهتمام بذويهم ورعاية عوائلهم والمطالبة بكافة حقوقهم .

واقامت حركة عصائب اهل الحق مهرجانها السنوي – مهرجان يوم الشهيد المقاوم – يوم السبت المصادف 4 / 3 / 2023 في بغداد ؛ وقال الشيخ الخزعلي، في كلمة له خلال مهرجان يوم الشهيد المقاوم : (( كل شهدائنا الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن الوطن ومقدساته هم شهداء المقاومة”، مؤكداً أن “كل شهدائنا قادة وكل قادتنا هم شهداء )) , نعم كل الشهداء قادة لانهم يأخذون بأيدينا الى دروب الحرية والكرامة والعزة والاستقلال ؛ وكل قادتنا شهداء لانهم مشاريع استشهاد ومقاومة وتحدي لكل قوى الظلم والشر والاستكبار العالمي .

لذلك نحن نحرص دائماً على أن نتحدّث عن قادتنا الشهداء وعن سيرتهم، وأخلاقهم، وأعمالهم، عن جهادهم وتضحياتهم، لنتعلّم ويتعلّم الأبناء والأحفاد والأجيال منهم , فهم قُدوة لنا وأُسوة حسنة … , نحن بحاجة دائماً وعلى مدى السنة إلى أن نرجع إلى قادتنا ، إلى الحاج مهدي الكناني ، إلى البطل احمد جاسب ، إلى المجاهد ابو صديقة الجمالي , وإلى البطل ابو حسن … الخ ، كقدوة وأسوة لنا ، نحتاج إلى أن نتعلّم منهم : الزهد عندما تُقدم الدنيا علينا بجاهها ومالها وترَفها ، وأن نتعلّم منهم : التواضع؛ بل التذلّل وخفض الجناح عندما نصبح أقوياء ، ونتعلّم منهم : الشجاعة عندما نواجه الزلازل والأعاصير ، ونتعلّم منهم : الحِكمة عندما نقابل الفتن التي تطيش فيها العقول وتزيغ البصائر.

نأخذ منهم ونستلهم الهمّة العالية، عندما يتْعب من يتعَب، والإقدام، عندما يتردّد البعض حين يجب أن يُقدم ، ونستلهم منهم ونتعلّم منهم: التضحية بلا حدود عندما يتطلّب الموقف ذلك، نتعلّم منهم: أنْ نثق بالله، وبأمّتنا، وبشعبنا، وبأنفسنا وبمجاهدينا عندما يستيئس الناس وتحيط بهم الشدائد والصعوبات والتحديات من كل جانب، نأخذ منهم الأمل والثقة والبصيرة.

لذلك اكد الشيخ الخزعلي على الشهداء الخمسة لانهم العصبة الصادقة ورأس الحربة في التصدي للاحتلال الامريكي وزمر الارهاب وفلول داعش , واكد الأمين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي : (( أن الشهداء الذين نحيي ذكراهم تصدوا للدفاع عن العراق ارضا وشعبا ومقدسات بعدما ذادوا عن حرم العقيلة زينب (ع) في سوريا ، لافتا الى أن دماء الشهداء دين في رقابنا جميعا ونبقى مقصرين بحقهم … ؛ واكمل قائلا : : اننا نستذكر اليوم أرواح خمسة من الشهداء ارتقوا سوية وكانوا كوكبة من النجوم اللامعة في سمائنا … ؛ وأضاف : ان الشهيد الحاج مهدي الكناني أصر أن يكون أول الذاهبين للدفاع عن مرقد العقيلة زينب (عليها السلام) ، مشيرا الى أن الشهيد القائد قاسم سليماني قال لي : إنه لم ير أحدا في شجاعة الحاج الشهيد مهدي الكناني … ؛ ولفت الى أن “سبب تسمية عصائب أهل الحق بإخوة زينب هو الشهيد الحاج مهدي الكناني فعندما استهدف الإرهاب الداعشي مرقد العقيلة زينب (ع) حينئذ تحركت الغيرة العراقية … ؛ و اضاف الخزعلي قائلا : أنه تكلم مع الشهيد الكناني بخصوص الرجوع لعائلته فقال لي : لن أترك مرقد العقيلة زينب (ع) يتعرض للإرهاب وهو قد كان في مقدمة مواجهة الدواعش التكفيريين … !! ، مبيناً أن الشهيد أبو صديقة عندما كان في سوريا قال : إن المعركة الحقيقية بالعراق فهي معركة وجود … ؛ والشهيد مهند الدبي كان مخلصا في عمله وأصر على المشاركة بجبهات القتال ضد الإرهاب )) … ؛ واما الشهيد البطل احمد جاسب فقد كان يهرول الى ساحات الوغى كالغضنفر لا يخشى ازيز الرصاص ولا يهاب الموت … ؛ ويشهد الله لو ان الشجاعة والنزاهة قدر لهما ان تتجسدا في شخص ما ؛ لكان هو الشهيد الحي احمد جاسب .

وخير ما اختتم به هذه المقالة شهادة الشيخ حيدر الطليباوي بحق الشهيد القائد الحاج مهدي الكناني ؛ اذ قال فيه : (( انا ممن تشرف بخدمة الشهيد الحاج مهدي الكناني مدة حياته الجهادية فوددت ان اترجمه ببعض الكلمات : فقد كان بشوشا محباً للجميع , و حسينياً متفانيا في خدمة اهل البيت عليهم السلام , و متواضعا لدرجة انك لا تميزه في المجلس , و شجاعاً مقداما لا يعرف الخوف ابدا , و متسامحا ودودا لا يبيت ليلهُ وهناك من يحمل في قلبه غيضا عليه بل يبادر للاعتذار قبل ان يصبح , و يتعامل مع المشاكل بموضوعية ولا يولي لها اهمية اكبر من حجمها , وبالرغم من كونه يعاني من مرض السكري ؛ ولكن لم يمنعه ذلك من التفاني والسهر لخدمة وطنه وشعبه , و كان ممازحاً مؤنساً بحدود الادب , و كان طالبا للشهادة ويبتسم حينما تذكر عنده , و منضبطاً ومطيعاً لقادته ومسؤوليه ايما انضباط , و متأنقاً ويحب الجمال , و كان في الحياة المدنية ينام مبكرا ولا يحب السهر … )) .


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال