جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف عندما تمثل الحكومة جماهيرها

عندما تمثل الحكومة جماهيرها

حجم الخط

 

واثق الجابري ||


ما عاد يستغرب المواطن العراقي، عندما يشاهد رئيس مجلس الوزراء، وفي أكثر من مرة، يتصل مباشرةً على برنامج في القناة الرسمية العراقية، ليسمع شكاوى المواطنين ويجيب عن استفساراتهم ويأخذ أرقامًا، وعدم الاستغراب هذا ناجم من يقين صار لدى هذا المواطن، بأن الحكومة عازمة على متابعة كل زاوية من البيت العراقي، ويقينًا لم يعد يظن أن ما قاله هو كلام على الهواء سينتهي مع نهاية بث البرنامج، بل هناك من سيتابع أدق التفاصيل.

أبسط وصف للحكومات الديمقراطية، إنها نابعة من الجماهير وتمثلهم، وعندما تكون ساعية لذلك فلابد لها أن تتبع شتى السبل للوصول الى تطلعات هذه الجماهير ، وترصد أبعد زاوية لتحقيق برنامجها، لذا سعت حكومة السوداني الى البحث عن وسائل للتواصل مع الجماهير.

أطلقت الحكومة العراقية فريقاً للتواصل الجماهيري، يرتبط بمستشارية رئاسة الوزراء، لاستقطاب المفكرين والكفاءات والنخب والجماهير، لغرض ايصال الاقتراحات والأطاريح والطموحات الى رئاسة الوزراء مباشرةً، بعيداً عن حلقات الروتين والبيروقراطية والحواجز بين الحكومة وجمهورها.

شرعت الحكومة وبإشراف مباشر من رئيس وزرائها ومستشاريها، بسلسلة اجراءات تمنع العوائق والعراقيل والمصدات، التي تُبقي الأفكار حبيسة لدى الأشخاص، وتُنهي افتراضات عدم تحقيق الطموحات، وهذا التواصل سيردم الهوة بين الحكومة والجماهير، ويفتح لها عيونًا ومساعدين وأفكارًا من واقع حاجتها، تراقب وترصد وتقدر ، ليأتي دورها بالتنفيذ بعد إزالة كل الحواجز مع الشعب وتعزيز الثقة بالمسؤول، وأصبحت الحكومة تفكر بعقل جماهيرها وترى بعيونهم وتنفذ بما تمتلك من قدرات.

الديمقراطية الحقيقية، عندما تسمع وترى الحكومات ما تقوله الجماهير، وتتواصل معهم بوسائل متعددة حتى تحمل كل ما أُنيط بها من مسؤولية، وتحمل كل ما عليها من واجب.

سيعزز عمل فريق التواصل الإجتماعي، رفد الحكومة بالمقترحات والأفكار والحلول النابعة من الواقع، وسيشجع الكفاءات والمفكرين والنخب والجماهير، على الإدلاء بأفكارهم، ورغم الثقة التي تولدت في الفترة السابقة من جدية العمل الحكومي، إلاّ أن فتح باب سماع الأفكار واستشارة الجماهير، سيعطي الحكومة مصداقية أكثر بأنها جادة لحل كل المشكلات، وأنها بالفعل حكومة تمثل جماهيرها، وبذلك تصبح لا حاجة للمواطن أن يشتكي ويظن أن لا حلَّ لشكواه، بل يصبح مشاركاً بالبحث عن الحلول، وفعلاً أن الشعب مصدر القرار.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال