نعيم الهاشمي الخفاجي ||
استعراض القوة سواء كانت استعراض قوات عسكرية، أو استعراض من قبل الحكومات في عرض الابتكارات والانجازات في مجالات الصناعات المدنية بكافة انواعها، هي رسائل للداخل بالقول للشعب أن دولتكم تدعم الصناعات المدنية لتوفير حياة كريمة لكم، وللخارج إننا دولة تملك مقومات البقاء، كذلك الاستعراضات العسكرية هي رسائل للأعداء في الداخل والخارج، أن الحكومة تملك قوة عسكرية كافية على حفظ الأمن والنظام، والرسائل للأعداء الخارجيين إننا نملك جيش قوي قادر على دحر الغزو الخارجي.
القوة العسكرية بظل نظام دكتاتوري مجرم لا قيمة لها، خاصة اذا كان النظام مضطهد شعبه لأسباب مذهبية وقومية مثل ما حدث بالعراق بحقبة حكم نظام صدام الجرذ الهالك، استعرض بقوات عسكرية وميليشيات يصل عددها ثلاثة ملايين مقاتل، لكن تبخرملايين المقاتلين بل نفسه القائد العام المهيب الركن نفسه هرب وحصن نفسه في عرينه حفرة الجرذان القبيحة، وتم استخراجه منها ضربا بالبساطيل، وهو قذر وفي شعر رأسه ملايين من حيوانات القمل، لذلك القوة العسكرية بمفردها لا يمكن أن تحقق الأمن أو الاستقرار المطلوب لأي دولة، إذا كان النظام فاسد وطائفي وش وشوفيني يتعامل مع مواطنيه حسب المذهب والدين والقومية.
المتابع إلى قيام دول العالم في تنظيم الاستعراضات العسكرية الحاشدة، الغاية من ذلك إرسال رسائل داخلية وخارجية، يشترك في الاستعراض قوات مسلحة من كافة الاصناف، ويتم عرض مختلف أنواع الاسلحة، تستعرض قوات منتخبة من المشاة والقوات الخاصة والدروع والمدفعية والصواريخ وتشكيلات القوة الجوية وطيران الجيش الهدف من المهرجانات العسكرية إعطاء رسائل للداخل وللخارج.
الاستعراضات العسكرية للقوات المنتصرة تم تنظيمها سابقا وفي الحاضر، بعد انتصار القائد المصري ابراهيم باشا ضد ميليشيات الوهابية وتحرير الدرعية، أقيمت الاحتفالات في القاهرة واسطنبول، ولازال المصريين ليومنا هذا يحتفلون في يوم النصرعلى العصابات الوهابية، بعد الحرب العالمية الأولى وانتصار بريطانيا وفرنسا وخلفهم امريكا، نتج عن ذلك عصبة الأمم واختيرت نيويورك مقر لعصبة الأمم لضم دول العالم الجديدة التي رسمها المنتصرون من التحالف،وفي عام ١٩١٩، أقامت الولايات المتحدة الأمريكية مسيرات عسكرية ضخمة بمناسبة الانتصار في الحرب، في كل من نيويورك وواشنطن، وشارك مايقارب ٢٥٠٠٠ عسكري أمريكي بمسيرات النصر، وتم شكر المقاتلين وعوائلهم ممن شاركوا بالحرب، كذلك احتفل الامريكان عام ١٩٤٦ في يوم النصر بالحرب العالمية الثانية، أقيم عرض عسكري كبير في نيويورك، وفي عام ١٩٩١ نظم الجيش الأمريكي استعراض عسكري ضم القوات التي شاركت في حرب الكويت واذلال صدام الجرذ على توقيع وثيقة الاستسلام في سفان، البارجة ميسوري تم إحضار وزير خارجية إمبراطور اليابان رغم أنفه للمجيء للبارجة ليوقع وثيقة الاستسلام التي جعلت اليابان تابعة إلى أمريكا ليومنا هذا، ميسوري شاركت في حرب طرد صدام الجرذ من الكويت، وشارك البحارة في ميسوري في الاستعراض الذي تم تنظيمه عام ١٩٩١ بعد هزيمة صدام الجرذ وقواته التي تم أسر أكثر من ثمانين الف ضابط وجندي وحتى أن أحد الضباط من جيش صدام الجرذ قبّل أيادي ضابط أمريكي لكي يبقيه حي، هذا الجبان اساء لنا عندما انا كنت في قاعدة تبوك الجوية ومعي و٣٠ شخص اخترنا طريق معارضة نظام صدام الجرذ الهالك، تفوه بكلمة نتنة ضدنا، ذهبوا إليه عدد من الجماعة وبصقوا في وجهه الكالح، حتى قلنا له، تبقى اللقطة التي انت تقبّل يد ضابط أمريكي تنشر في محطات التلفزة ويتم وضع هذه اللقطة الذليلة لكم ياجبان في كل الافلام التي تتحدث عن حرب الكويت، وفعلا عندما وصلت للغرب لاجئا، كل عام أشاهد هذه اللقطة المذلة في القنوات التلفزيونية الأوروبية عندما تحل ذكرى حرب هزيمة صدام الجرذ في معركة الكويت.
ستالين نظم استعراضات عسكرية، الصين تنظم استعراضات، فرنسا تنظم استعراضات، غالبية دول العالم تنظم استعراضات عسكرية، فهي لم تكن بدعة، حتى يتم وصفها بالقبيحة، هذا عرف دأبت دول العالم على تنظيم الاستعراضات العسكرية.
بل حتى المجاميع الارهابية لفلول البعث وهابي داعشي نظموا استعراضات في الموصل وتكريت والانبار وغايتهم
هو إثبات وجود أنهم ما زالوا على قيد الحياة، لكن ذهبت لهم القوات العراقية من جيش وحشد وقضت عليهم، الروائي والصحفي البريطاني المشهور جورج أورويل صاحب الفكر اليساري قال، الاستعراضات العسكرية هي نوع من أنواع الرقص، شيء يشبه الباليه. إنها تعبير عن امتلاك القوة، بكلمات أخرى، هي شيء يقول، أنا قبيح ولا أحد يجرؤ أن يضحك علي بسبب ذلك.
لكن مقولة الرفيق جورج اورويل بها الكثير من الصحة عندما كنا نشاهد استعراضات صدام الجرذ العسكرية، أكيد طريقة الاستعراض في توزيع كراديس الجنود والتناسق واستعراض الدبابات والمدفعية والصواريخ هذه المناظر عبارة عن لوحة فنية شكلها جميل، مضاف لذلك وجود فيالق مدربة من المتالقين في الرقص وضرب الدف يشكلون منظر فني ظاهره جميل، أتذكر كان التلفزيون العراقي يتم فتحه الساعة السادسة مساء، تبدء فترة افلام كارتون، بعدها تبدء اخبار العراق الداخلية، في الساعة الثامنة تبدء نشرة الاخبار، يستلم محطة التلفزيون صدام الجرذ إلى الساعة ١٢ ينتهي في مسلسل أو فلم السهرة ويتم إنهاء البث التلفزيوني، أما إذا كان اليوم به مناسبة بعثية يستلمنا بخطاباته البعرورية ويتم عرض بطولاته وبطولات زبانيته من المجرمين والقتلة الذين كانوا يده التي يبطش بهم لقتل الشعب العراقي، نحن لم ولن نسيء للعسكر الشرفاء وإنما كلامي موجه لقتلة الشعب من قتلة الشعب الكوردي وقتلة محافظات الوسط والجنوب الشيعي الذين شاركوا في انتفاضة آذار، تم قتل نصف مليون مواطن شيعي ليس صدام المجرم وحده وإنما كل من قبل ونفذ أوامر صدام الجرذ لقتل ابناء الوسط والجنوب من القادة والضباط والمراتب السيئين الذين اوغلوا في قتل الناس بالجملة، تم قصف فندق بالنجف بعد تجميع الشباب داخل الفندق في الانتفاضة، نقل لي أحد الناجين انه استطاع الهرب قبل القصف بساعة عن طريق بوابة ظنا من العسكر انه عسكري منهم، يقول شاهدت طائرات قامت في قصف الفندق، واستشهد أكثر من سبعة آلاف شاب من أهالي النجف والفرات الأوسط، كان يفترض بعد سقوط نظام البعث كشف تلك الجرائم للشعب وتمثيل افلام سينمائية توثق تلك الجرائم القبيحة.
الأنظمة السلطوية الديكتاتورية عندما تنظم استعراضات عسكرية كانت غايتهم إرهاب شعوبهم بالدرجة الأولى لبقاء كرسي حكمهم وإخافة الجيران.