بـدر جاسـم
الجهاد هو كل جهد يُبذل لمواجهة العدو، وما يُصرف في دفع أضراره، ومنعه من إلحاق الأذى في جسد الأمة، فالجهاد لا يقتصر على سواتر القتال فقط، وإنما للكلمة دور كبير، فهي سهم فتاك في حقل الجهاد، لذا تبيين الحقيقة ضرورة ملحة، ما يحتم بيان كذب وأوهام وأخطاء العدو، فكل كلمة للعدو يجب صدها ومنعها من تحقيق أغراضها.
حرب الألسن هو المقدمة لإراقة الدماء، فلابد من جهاد يُبين الحقيقة، ويواجه الخطاب المتشدد بالخطاب المعتدل، والتحليل الخاطئ بالتحليل الصائب، والنظرية الفاسدة بالنظرية الصالحة وهكذا، فالكلمة قبال الكلمة، لأنها رصاص الإعلام وبارود السواتر.
كم من كلمة سفكت دم أنسان بريء؟ وكل حرب لا تحدث إلا وقبلها حرب الألسن، فكل فريق يدافع عن نفسه، بالاخبار والبرامج والمحاضرات، فكل منبر يُستخدم للسيطرة على الطرف الآخر.
عدم تحمل مسؤولية جهاد التبيين يعني خسارة كبيرة، فبدل الحبر سنخسر الدم، وبدل التوضيح والتصحيح سنشجب ونستنكر، فعلى الجميع إن ينظموا لجهاد التبيين، وبذلك كل غامض يوضح، وكل أمر شائك يبسط.
جهاد التبيين ضرورة في كل عصر، إذا تحمل رجال الأمة ومثقفيها على عاتقهم التبيين، فإن النصر والعزة تكون من نصيبهم، وعكس ذلك اذا ما تقاعسوا عن القيام بهذا الدور، وهذا ما حصل عندما تخلت الأمة عن فضح يزيد وتبيان حقيقته، إذ كانت النتيجة حرباً على الحسين (عليه السلام) واستشهاده صلوات الله وسلامه عليه.