جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

سامي جواد كاظم ||


في محاضرة للشيخ الوائلي سلط الضوء على جانب مهم من حياة المجتمع الاسلامي في وقتها الا وهو هنالك مجتمعات ان عاشت رخاء مالي تلجا الى الحروب واستشهد بروايات منها رواية رسول الله (ص) عندما قال “إنما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا” زهرة الدنيا هي معادنها ( نفط ،ذهب، حديد، كبريت ، وغيرها ) وذكر كذلك حديث للخليفة الثاني قائلا اذا كثر الماء كثر المال واذا كثر المال شنت الحروب .

هذه الامور حقيقة اتذكر العراق سنة 1977 /1978 عاش في قمة الرخاء الاقتصادي ويقول صلاح عمر العلي قيادي بعثي انشق عنهم كان وزيرا للتخطيط قال طرحت مقترح على الحكومة توزيع الاموال على الشعب لكثرتها فرفض طاغية العراق ، وبعدما امتلات خزائن العراق شن الحرب على ايران .

الان اتحدث عن امريكا اليست امريكا صاحبة اقوى اقتصاد بالعالم ؟ الم يعتبر الدولار عملة صعبة وهو رصيد قوة أي بنك في العالم ؟ وهذا بالتالي جعلها تشن الحروب وتصنع الاسلحة وتبيعها بالسوق السوداء وتحرض الدول فيما بينها على الحرب .

وهنا تلعب الاستخبارات الامريكية الدور الاساس قبل الخارجية والدفاع في تهيئة الارض للحرب ، وتستخدم كل الوسائل ومن هذه الوسائل استخدام الدراما وتخصيص شركات منتجة للافلام خاصة بالاستخبارات الامريكية ، ومن هذه الافلام هو فلم ( اسود وحملان ) ( LIONS FOR LAMBS ) ـ فيلم دراما أُصدر في الولايات المتحدة سنة 2007. الفيلم من إخراج روبرت ريدفورد ـ ، استخدموا كل التقنيات لاجل اقناع عقول الراي العام بان الحرب على العراق شرعية وتلميع وجه بوش وحكومته وفي الفلم كثير من المعلومات التي تفضح اساليبهم القذرة في الترويج للحرب ،

ثلاث محطات في الفلم محطة الجيش وعملياته العسكرية ومحطة اللقاء بسيناتور امريكي ، ومحطة حوار استاذ بالعلوم السياسية مع تلميذه ، المحطة الاولى يلقي الضابط محاضرة على جنوده وامامه خريطة ويرسم دائرة باصبعه على ايران قائلا لهم عدونا الاول ومحور الشر ولها قوة نووية ودولة شريرة ، وبالنسبة للقاء في المحطة الثاني كان توم كروز يمثل دور السيناتور ، هنا تم اختيار هذا الممثل لهذا الدور جاء بمهنية عالية لان هذا الممثل البهلواني دائما يمثل عنصر الخير ويقاتل بشتى الاسلحة ويستخدم كل وسائل النقل ويجيد المصارعة والجودو والكاراتيه وهكذا وقد تكونت صورة محبوبة لدى المشاهد لذا عندما ينفث سمومه مع الصحفية التي تجري اللقاء معه المشاهد يتعاطف مع افكاره ، ولكن الصحفية تقول له انكم تكذبون والشارع الامريكي لا يصدق بكم ، فيجيبها توم وهنا دور الاعلام في اقناع الشارع بذلك ، فقالت له لا نستطيع ان نكذب فقال لها ولكنكم كذبتم قبل الحرب على العراق ، واكد لها ان العراق بلد شرير وطاغية العراق رجل خطير ، ويقول لها تخيلي لو خسرنا الحرب مع طالبان وتركنا لهم افغانستان كيف سيكون الوضع ؟ ـ وهم اخيرا فعلوا ذلك ـ

اما المحطة الثالثة للاستاذ وتلميذه فان الاستاذ يعاتب التلميذ بانه اصبح مهمل وليس نشط بعدما كان كثير النقاش فقال له بصراحة ومن غير ان تغضب ، قال الاستاذ تفضل ، فقال له التلميذ ان الانتخابات اكذوبة والكونغرس ادوات والقوانين التي تصدرونها هي للتلاعب بمصير الامريكيين وعندما يتازمون يشنون الحروب ، وانت نفسك من حاولت ان تمنع طالبين من الالتحاق بالعسكرية وتركهم دراسة العلوم السياسية بعدما تاكدا انها اكاذيب ، وها انت ايها الاستاذ تمارس الاكاذيب الدبلوماسية الامريكية .

عادت الصحفية الى موقع عملها ممتعظة ورافضة نشر اللقاء فخالفها المسؤول عنها ولكنها اصرت وقالت له انه يستخدمنا دعاية له لانه اي السيناتور يريد الترشيح للرئاسة ، فقال لها لا يعنينا المهم ان يكون لنا السبق الصحفي ونحصل على اكبر عدد من المشاهدات وتزداد ارباحنا

كل الحوارات التي ذكرت في الفلم ذكرت باسلوب تقني فني ومهارة عالية جدا مع التاثيرات الموسيقية بحيث ان عنصر الشر المتمثل في الحزب الجمهوري يستخدم عبارات مرة يؤيد الصحفية في رايها وعندما تشعر بالزهو يفاجاها بكارثة سياسية لكي يجعلها لا تحسن التفكير في سؤال مهم ، كما وانه يحاول جهد ايمانه ان يقنع الصحفية انها تعيش المتناقضات في الوضع الامريكي وعليها ان تكون شخصية متناقضة .

اصلا كل الحوارات للمحطات الثلاثة هي من واقع الراي العام من حيث انتقاد امريكا وعرض هذه الانتقادات وبصراحة تساهم فقط في تهدئة نار الغضب لدى الراي العام من الادارة الامريكية فقط دون ان يكون لها تاثير على خططها الحربية التدميرية .

لو انتهى العالم وبقيت امريكا لوحدها فانها ستشعل نارا للحرب بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي بادارة الحزب الثالث

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال