جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

كوثر العزاوي||


لكل شيء في حياة المرء بصمة، بصرف النظر كم عاش من العمر، شخوص وأماكن وكلمات وارواح وذكريات أبت أن تسمح للزمان محو آثارها، فلكل مفردة رونق وجمال ومآل، تبقى عالقة في مخيلتنا رغم تقادم الأيام وازدحام محطاتها، وبين الحين والحين قد يضجّ العقل بالماضي بين حنين وأنين، ويحاول أن يلتصق بالأحلام المقتولة على رَبَوات الزمن الصلد، هذا الإعصار الهائج بين ثنايا سنين العمر، يُفقدنا احيانا السيطرة على أعماقنا، وأحيانا أخرى يشلّ حركتنا لنجد أننّا غرباء بلا وطن في الحياة الحاضرة، ولا نجيد التأقلم بيسرٍ مع أحداثِها، فنختار الرحيل، وبعض الرحيل ليس بأيدينا، لكننا سرعان ما نفيق على ترانيمَ انتجتها أوتار لعبت دور الصبر لنبقى مجهولين في زمنٍ قد انتهى، لكنّ طياته كانت بالنسبة لنا الأمل والجمال والحياة التي اسستها أرواح صادقة جليّة لاتجيد التصنع ولاتتكلف الظهور ولاتتعمد نصف الحضور، فتبقى ذكرياتنا معهم رمزًا لكلّ شيء جميل، لا يستطيع إنسان أو قوة في الوجود أن تمحو الذكريات تمامًا!

وها أنا اليوم بعد يأس لا من رحمة الله، أقصُّ في أُذن الوجود، حكاية الغربة والصمت واللاشعور، لأرى كل

شيء لا يمتُّ للروح بصلة! كما تبدو

سُفن الأحلام بلا مرسى، وغارت في أضطراب الأمواج، بقاياي! وقد

ترجَّلتُ من فرس عتابي لأطوي صفحة الزمن المضطرب بعد ارتطامي، وحملتُ على أكتافي قلبي وبصيرتي في وحدتي، وساريتي رفرَفَ بها الصبر، وأكتفيت بدمعي مدادًا وقرطاسي، وأبتسامة ملؤها الدهشة، فياويلي منّي كم ينسجم على غصني العناد ولازالت مرايايَ حكيمة، فمَن كان مسقط روحهِ السماء، فلا يهِن ولا يحزن، ولايخشى ندوب المسير، وأن ليس للإنسان إلّا ماسعى!

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال