عباس عبود ||
لم نخرج من الحرب الروسية لندخل الازمة الروسية التي ابتدأت بصدمة وانتهت بمفاجئة
ازمة فاجنر وقائدها يفيجيني بريغوزين تلك القوات المثيرة للعجب والجدل جعلت سكان كوكب الارض يدخلون في دوامة من المشاعر المتضادة والتأويلات المتناقضة.
لكننا بعد يوم روسي طويل ومثير عشنا اربع مراحل في يوم واحد كشفت للعالم ان للسياسة في روسيا لون وطعم مختلف:
الاولى مرحلة الصدمة
اعادة تموضع فاجنر من اوكرانيا الى روستوف حيث مقر الامداد والسيطرة للقوات الروسية المشاركة في الحرب..ونجحت فاجنر في احتلال مقرات الجيش الروسي بدون مقاومة.
المرحلة الثانية هي #الشرارة
خطاب الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين الذي اشعل شرارة الازمة وادخل العالم اجمع في لحظات صعبة حبست فيها انفاس الجميع وانطلق فيها خيال المحللين والخبراء.
المرحلة الثالثة: حبس الانفاس
وهي قيام قوات فاجنر بالزحف الى موسكو وقوات احمد الشيشاني بالتحرك نحو روستوف
المرحلة الرابعة: #المفاجئة وتجسدت باعلان فاجنر العودة الى قواعدها استجابة لوساطة لوكاشينكا رئيس روسيا البيضاء.
ومن خلال المراحل الاربع لهذا اليوم الروسي الطويل الذي بدأ بصدمة وانتهى بمفاجئة
نستنتج ان الغرب لم يتمكن من اختراق #فاجنر كما توقع بعض الخبراء وان الحرب الاهلية الروسية لم تتم والانقلاب لم ينجح والتمرد لم يستمر وروسيا ام تتقسم وتنهار ولم يتمسك الفاجنريون بقواعدهم الجديدة ليتحقق سيناريو حميدتي البرهان في السودان ولم يسرع الاوكرانيون للهجوم في استثمار لحظة ضعف الروس كما توقع الزيلنسكيون ولم تدخل القوة الجوية الروسية الضاربة لحسم التمرد على اعتبار ان فاجنر تفتقر لغطاء جوي ولم تحدث انقسامات في الجيش الروسي كما توقع ذيول الناتو ..
دبلوماسيا كان الرد التركي والايراني والاوروبي في منتهى الحنكة وكان الصمت العربي يكشف عن ضعف في الاستخبارات والتحليل.
ومن خلال ما تقدم يمكننا ان نتوقع اسباب ماحصل بثلاث احتمالات:
• الاحتمال الاول: تمكن المخابرات الامريكية او البريطانية من اختراق فاجنر اما من خلال قائدها بريغوزين او مساعديه وهو احتمال فنده موقف وتصريحات بريغوزين.
• الاحتمال الثاني: هو الضغط النفسي الذي تعرضت له فاجنر التي خسرت اكثر من عشرين الف مقاتل في معركة خيرسون دون مكاسب ملموسة مع عدم اكتراث وزارة الدفاع الروسية التي تخنقها البيروقراطية ويفتك بها الفساد.
• الاحتمال الثالث: هو ان الحركة الفاجنرية هي انقلاب بجزئين الاول قوات نفذته فاجنر والثاني اخفقت فيه قيادات روسية عليا لم تتحرك بالسرعة التي تحركت بها فاجنر الامر الذي اربك الخطط وافشل الانقلاب.
ومهما كان السبب فان النتيجة ستكون اضعاف معنويات الجيش الروسي واضعاف مكانة الرئيس بوتين مالم يتمكن الروس من سحق الهجوم الاوكراني وتحقيق نجاحات جديدة في الحرب تعيد الثقة بالجيش والقيادة في روسيا..
او يطرح الكرملين اوراق جديدة تفك للعالم شفرة فاجنر وتضعها على طاولة بوتين البيضاء العملاقة لتبييض صفحة بوتين التي انقذها رئيس روسيا البيضاء في يوم روسي ملون.
