جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف مشاريع مثمرة رفضها الحكام العرب

مشاريع مثمرة رفضها الحكام العرب

حجم الخط

 

حميد الموسوي ||


الهلال الخصيب Fertile Crescent مصطلح جغرافي سياسي أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة و الفرات ، و الجزء الساحلي من بلاد الشام . و يقصد به تلك الأراضي التي تضم إقليمي بلاد الشام و وادي الرافدين .

و أما مشروع الهلال الخصيب فهو مشروع سياسي اقترحه نوري السعيد رئيس وزراء العراق في الأربعينيّات من القرن العشرين ؛ و قد اقترح نوري السعيد على الحكومة البريطانية خطة على مرحلتين:

ـ توحيد سورية و لبنان و الأردن و فلسطين في دولة واحدة (سورية الكبرى). أما شكل حكومتها ملكية أم جمهورية ، وحدوية أم اتحادية فيجب أن يقرره الشعب بنفسه مع الإشارة خصوصاً إلى :

– منح الأقلية اليهودية في فلسطين استقلالاً ذاتيّاً بضمانات دولية.

– توفير الحمايات المناسبة للمسيحيين في لبنان.

ـ ترتبط سورية الكبرى بعد قيامها مع العراق في جامعة عربية تنضم إليها دول عربية أخرى وفق مشيئتها ، و على رأس هذه الجامعة مجلس دائم يسمى أفراده من الدول العربية الأعضاء ، و يرأسه أحد الحكام العرب المنتخب بأسلوب ترضى به الدول المعنية ، و يكون مسؤولاً عن الدفاع و الشؤون الخارجية و أمور النقد و المواصلات .

و قد حظي المشروع بقبول بريطانيا و دعم من الأسرة الهاشمية التي تحكم كلا من العراق و الأردن ، و لكن المشروع لقي معارضة من فرنسا لأنها اعتبرت المشروع فكرة بريطانية تهدف الى نزع سوريا من أيدي فرنسا التي حصلت عليها بموجب اتفاق سايكس بيكو الشهير . كما لقي المشروع معارضة من الحكومتين السعودية و المصرية اللتين لا تثقان بنوري سعيد و لا تريدان دورا محوريا للعراق في السياسة العربية . كما ان المملكة السعودية كانت تكن العداء للأسرة الهاشمية و تسعى لإحباط كل مشاريعها في المنطقة . و قد أسفرت جهود مصر و السعودية عن تشكيل الجامعة العربية عام 1945 بوصفها مشروعا بديلا عن مشروع الهلال الخصيب .

و الغريب أن المشروع لقي معارضة شديدة من التيارات القومية العربية التي تتوجس من نوايا الاستعمار البريطاني في المنطقة .

و في سوريا كان حزب الشعب من أبرز الداعمين لمشروع الهلال الخصيب و كانت تدعمه بعض القوى الصناعية و الاقتصادية في حلب ؛ و التي كانت تعدّ أن لها مصلحة اقتصادية في الوحدة مع العراق ، و كذلك الحزب القومي السوري الذي كان يلتقي هذا المشروع أيديولوجياً و عقائدياً بدعوته إلى وحدة سورية الكبرى .

كان يتجاذب سورية تياران عربيان رئيسان؛ هما محور العراق – الأردن المدعوم بريطانياً من جهة ، و محور مصر و السعودية من جهة أخرى !

في 30 آذار 1949 حدث انقلاب حسني الزعيم في سوريا و في 26 نيسان 1949 و بعد زيارة إلى مصر صرح حسني الزعيم : «إن الجمهورية السورية لا تريد سورية كبرى و لا هلالاً خصيباً ، و سوف نوجه قواتنا ضد هذين المشروعين اللذين أوصى بهما الأجنبي».

في 14 آب 1949 قام الجيش بقيادة اللواء سامي الحناوي بالإطاحة بحكم حسني الزعيم و كان التأثير الفوري لهذا الانقلاب العودة إلى العلاقات مع العراق و الأردن.

و عاد حزب الشعب إلى قيادة السياسة السورية ، و اندفع هؤلاء إلى العودة إلى التنسيق مع السياسة العراقية مجدداً ، و انتعشت آمال عبد الإله الوصي على عرش العراق . لكن الجيش تحرك مجدداً بقيادة أديب الشيشكلي نائب رئيس الأركان في 19 كانون الأول1949 و برئاسة فوزي سلو بذريعة الدفاع عن نظام الحكم الجمهوري في سورية و إنقاذها من النفوذ البريطاني و الوحدة مع العراق الملكي ، حيث أعلن الشيشكلي قائلاً :

«إن الجيش بالمرصاد لكل من تسول له نفسه فكرة الاتحاد مع العراق».


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال