نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الشجاعة مقترنة بالرجال، وتكون صفة متلازمة ومتلاصقة في العظماء، كتب تاريخ البشرية بشكل عام وتاريخ العرب مليئة في أقوال ومواقف بطولية حول الشجعان، الرجل الشجاع يسعى إلى الوصول إلى الأهداف النبيلة مهما كلفه الأمر، عندما يستذكر العرب مواقف الأبطال تكون الشجاعة صفة تزيد من علو المرء كالنبل والنسب الشريف.
الشجاعة تعطي لحياة الشجاع وانصاره ومحبية مواقف للفخر والاعتزاز، لأن الحياة الكريمة لا تروق للجبناء والمخانيث والاراذل، الشجاعة لا تعني الاعتداء على الآخرين وأخذ الإتاوات منهم بالقوة، ولا تعني الشجاعة عدم الخوف، عند مجابهة الأبطال في ساحات الوغى، الشجاعة تعني الصمود والثبات وعدم الخنوع والخضوع والاستسلام والانبطاح، طبيعة الناس بغالبيتها تخشى القوي المتجبر، لكن الناس تقدر وتحترم العدو الشجاع العاقل صاحب المروءة والقيم والمبادئ.
الشجاعة إذا التصقت مع أصحاب القيم تجبر حتى عوائل الضحايا بساحات الوغى في احترام البطل الذي جندل ضحيتهم في ساحة الوغى، عمرو بن ود العامري اقتحم الخندق وطلب من المسلمين مبارزاته وقال لهم ابرزوا لي حتى اعجل لكم الجنة التي تؤمنون بها، لكن الغالبية استجبن من سيف عمرو بن ود العامري، والكثير أصابهم اسهال اميبيا الدزنتري مصاحب للاسهال الحاد مغص و تقرحات الامعاء تسبب نزف للدم مع آلام حادة، في معارك صدام الجرذ كان معي ضابط مسكين يخاف من الموت، دائما مصاب بالدزنتري ويا سبحان الله كان في موقع الكتيبة وجاءته قذيفة وقعت عليه وقطعت رأسه، ومات مظلوما بسبب حقارة ونتانة صدام جرذ العوجة الهالك وعارها.
المواقف البطولية يصنعها الأبطال، لذلك عندما برز الإمام علي ع إلى عمرو بن ود العامري، رسول الله ص بعد أن القى الحجة على الصحابة أن من يخرج لمنازلة عمرو بن ود العامري يضمن له الجنة، لكن الخوف سبب لهم اسهال وخوف شديد، إلا بطل الإسلام الخالد الإمام علي بن أبي طالب ع فقد خرج ليلقن بن ود درس يعجل في حتفه، خرج علي ع لمنازلة بن ود، ورسول الله ص قال خرج الإيمان كله للشرك كله، وحدثت المنازلة انتهت بقتل بن ود العامري الذي رفض الفرار من مواجهة الإمام علي بن أبي طالب ع، علي ع صرعه بسيفه، اخلاق علي بن أبي طالب ع حتمت عليه عدم اغتنام سيف ودرع عمرو بن ود بل تركه، وقد نعته اخته بقصيدة، حيث ذكرت كتب التاريخ، عندما قتل الإمام علي ع عمرو، أتت أخته إليه، وعندما رأته ميتًا، سألت من كان حاضرًا عن قاتله، فقالوا لها، علي بن أبي طالب، فقالت، هو كفء وكريم، ومن ثم انصرفت وهي تنشد قائلة،
لو كان قاتِلُ عمروٍ غير قاتلهِ
لكنتُ أبكي عليهِ آخر الأبدِ
لكنَّ قاتِلَهُ مَن لا يُعابُ بهِ
وكان يُدعى قديمًا بيضةَ البلدِ.
في المقابل يمتاز الشخص الجبان بعدم القدرة على المواجهة ند لند، لذلك الجبناء ليس لديهم قوة المواجهة.
انا شخصيا توجهاتي يسارية ولست اسلاميا لامن قريب ولا من بعيد، لكنني احترم الشجاع النبيل، لذلك أنا احترم واقدر مواقف شيخ قيس الخزعلي، في مؤامرة شركاؤنا بالوطن عندما سلموا الموصل وتكريت وفعلوا الأفعال القبيحة في بادوش وبشير وسبايكر، كان الشيخ قيس الخزعلي يعلنها بالعن يا أقارب صدام الجرذ يا البو ناصر والبوعجيل من المتورطين بجريمة سبايكر نحن قادمون لكم، لذلك الشجاع لا ينصر نفسه فقط، بل ينصر المظلومين والضحايا الفقراء، لذلك رب العالمين أعطى هيبة إلى الشجعان الاصلاء أصحاب المواقف النبيلة هيبة ترعب جيوش الجبناء والمخانيث.
السبب الذي دعاني أن أشيد بالشيخ قيس الخزعلي بسبب شجاعته، في معارك التحرير ضد داعش كتبت مقالات اشدت بها في الشيخ الأمين قيس الخزعلي نشرتها على الفيس بوك كان ثمنها حضر حسابي، وأرسلوا لي رسائل قبلها اعلموني في إزالة لعدد من المقالات التي كتبتها عن الشيخ قيس الخزعلي، بل وصلت الحالة غلق عدة ايميلات بسبب ذلك، الساحة الشيعية العراقية معطاء بالابطال والمجاهدين، يحتاج شيعة العراق وجود تعاون بين قادتهم السياسيين عندها ترون كيف يستسلم الأعداء من شراذم فلول البعث وهابي، الشيخ قيس الخزعلي يحترمه أصحاب الضمائر الحية، لأنه يمثل نموذج راقي في الشجاعة والصمود والصبر والتضحية في سبيل الله من أجل نصرة القيم والمبادىء.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.