جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

قاسم ال ماضي ||


كُنْتُ قَدْ مَرَرْتُ عَلَى احْدِ السَّادَةِ مِنْ وَلَدِ الزَّهْرَاءِ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَكَانَ مُنْهَمِكٌ فِي الْعَمَلِ يَنْظُرُ الَى الْحَاسُوبِ تَارَةً وَتَارَةً يُقَلِّبُ اوْرَاقَهُ وَعَيْنَاهُ فِي دَوْرَةٍ فَلَكِيَّةٍ بَيْنَ الْوَرَقِ وَشَاشَةِ الْحَاسُوبِ…

اقْلِبْتُ عَلَيْهِ وَبَادَرْتُهُ بِالسَّلَامِ فَنَظَرَ الِيّ وَكُنْتُ قَدْ قَطَعْتُ دَوْرَتُ عَيْنَيْهِ بَيْنَ شَاشَةِ الْحَاسُوبِ وَمَا نُقِشَ عَلَى الْوَرَقِ مِنْ حُرُوفٍ وَأَرْقَامٍ.

فَقَالَ: مَنْ هَذَا الْمُسَّلِمُ عَلَيْنَا فِي يَوْمٍ كَثُرَ فِيهِ الْوَاتِرُ وَقَلَّ فِيَّةُ النَّاصِرِ؟ تِلْكَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي كَأَنَّهَا تُسَائِلُ أَوْ عَطَشٌ مَلْهُوفٌ لَايْرُو إِلَّا بِالسُّؤَالِ اوْعَلِيلٍ لَا يُشْفَى بِالْجَوَابِ.

فَوَقَفَ كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِي الْفِ طَيْرٍ لَا ادْرِي هَلْ أَوْقِفِي انْتِظَارُ جَوَابِ لُغْزِ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ امْ هِيَ الْحَيْرَةُ الَّتِي أَبْحَثُ فِيهَا عَنْ بَيْنِ الذَّاكِرَةِ وَالتَّفْسِيرَعْنِ مُعَنِّئٌ اوْ عَنْ مَنْ قَالَهَا؟

فَبَادَرَ السَّيِّدُ إِلَى جَوَابَي بَعْدَانِ رَأَى الْحِيرَةَ تَكَادُ تَكِلُّنِي…

فَقَالَ:فِي مِلَحَّةِ عَاشُورٍ

انَهُ قَدْ صَادَفَ انْ أَعْرَابِيٌّ قَدْ تَوَافَقَ مُرُورَهُ قُرْبَ أَرْضِ الطَّفِّ فَسَأَلَ عَنْ تِلْكَ الْحُشُودِ فَقَالَ لَهُ إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ انْ يَهْجُمُوا عَلَى الْحُسَيْنِ (عَ) فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ بَعْدَ انْ اخْذَتْهُ الْحَمِيَّةُ عَلَئَ سَبْطَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا وَهُوَ بَيْنَ يَدَيِ الْحُسَيْنِ… قَائِلًاً جِئْتُ نَاصِرًا يَا بْنَ الزَّهْرَاءِ… فَقَاتَلَ مَعَ الْحُسَيْنِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ (رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وَلَكِنِّي حِينَ سَمِعْتُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ السَّيِّدِ وَكَأَنِّي اسْمَعْ صَوْتَهَذَا الْكَلَامُ مِنَ السَّيِّدِ وَكَأَنِّي اسْمَعْ صَوْتَ (الشَّيْخِ عَبْدِ الزَّهْرَاءِ الْكَعْبِيِّ) يَقُولُ: “حِينَ اصْبَحَ يَوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ مُحَرَّمٍ…” (يَاسِينُ الرَّمِيثِي) يُرَدِّدُ: “يُحْسِينَ بِضَمَايِرِنَا…”.

فَقُلْتُ بِعَدَالِفَ وَنِصْفِ آلَافِ الِاقْلِيلِ مِنَ السِّنِينَ وَمَازِلَ فِي جُعْبَةِ تَارِيخِ الطَّفِّ شَيْءٌ يَتَجَدَّدُ…

فَأَنْهَمِرَتِ الدَّمْعُ بِغَيْرِ اسْذَانِ وَقَدْ دَخَلَتْ أَجْوَاءُ تِلْكَ الْوَاقِعَةِ الْالِيمَةِ الَّتِي رَافَقَتْنَا مُنْذُ يَوْمِ الْمَوْلِدِ وَسَتُرْفَقُنَا الئَّ يَوْمَ نُورَى فِيهِ بِلَقَبْرِ

يَحِينُ يَقُولُ الْمُلَقِّنُ أَشْهَدُ انْ الْحُسَيْنُ الشَّهِيدُ إِمَامِي… وَبَيْنَ الْمَوْلِدِ الْمَمَاتِ كَانَ مَحَطَّاتِ عُمْرِي مَعَ الْحُسَيْنِ وَحِينَ كَانَ أَبِي يَسْمَعُ الْمَقْتَلَ خَلِسْتًا خَوْفًا مِنْ جَلَاوَزْتُ الطُّغَاةَ، وَحِينَ كُنْتُ فِي السِّجْنِ مِنْ أَجْلِ قَضِيَّةِ الدِّينِ وَ فِي خِضَمِّ أَلَمِ السِّيَاطِ كُنْتُ انْتَهُ يَاحِسَيْنَ مَنْ يَلْهِمُنِي الصَّبْرُ … وَحِينَ مَشَيْتُ فِي الْأَرْبَعِينَ وَقَدْ لَاحَقْتْنَا “كِلَابُ النِّظَامِ الْبَعْثِيِّ” فَقَدْ رَأَيْتُ عِيَالَ الْحُسَيْنِ (عَ) قَدْ فَرُّوا مَعَنَا مِثْلَ فِرَارِهِمْ مِنْ تِلْكَ الْخِيَمِ الْمُحْتَرِقَةِ وَكَانَتْ مَعَنَا حِينَ اطَّلَقَ السَّيِّدُ (دَامَ ضِلُّهُ) نِدَاءَ الْجِهَادِ تَتَلَقَّى الشُّهَدَاءَ وَنُخَفِّفُ آلَامَ الْجَرْحَى نَحْصُدَالنَّصْرَ بَرَكَاتِ دُعَائِكَ أَوْ تُوَاسِي الْأُمَّهَاتِ وَالِابْنَاءِ فَقَدَهُمْ فَلِذَاتٍ اكْبُدَاهُمْ وَاعْزَائِهِمْ .. انْهُمْ مَعَكَ ..

وَلَكِنْ يَا بْنَ الرَّسُولِ الْمُصْطَفَى وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضُّ وَابْنُ الْمَظْلُومَةِ الزَّهْرَاءُ اتَوَسَّلْ بِكَ الئِّ اللَّةِ انْ تَكُونَ مَعِي يَاوَجِيهِ عِنْدَ اللَّهِ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ حِينَ يُغْلَقُ لَحْدِي وَقَدْ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِّي وَكَشَفَ صَحِيفَةَ ذُنُوبِي فَيَكُونُ جَوَابَ لَايَظَلَّ عِنْدِي وَسَيْلُهُ وَلَاعْمَلْ غَيْرَ حُبٍّ لَنْ ابْنَ زُجَيْهٍ خَيْرُ الْعَمَلِ حَشَا انْ عَوَّفْنَا بِذَلِكَ الْمَحَلِّ


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال