جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

أحمد الخاقاني ||


مقدمة توضيحية : كل البشرية بمختلف فئاتهم يوجد فيما بينهم مشتركات تجمعهم بحبهم لها وأخرى تفرقهم ببغضهم لها ولا يختلفون عليها اثنين وإن اختلفت هوياتهم وقومياتهم ودياناتهم فالكل يحب أن يمدح فيما لو صدق بحديثه والكل يستنكر فيما لو نسب له الكذب إذن أحبتي نفهم من ذلك بأن قيم المعروف معروفة بنفسها ويحب كل فرد أن يمدح بها وعُقد الشر مستنكرة بنفسها ولا يحب أحد أن يعرف بها .

وعليه : فإن الاتصاف بأي صفة حسنة مثل الصدق في الواقع الخارجي يعتبر عملاً من صميم إنسانية الفرد .. وإن الاتصاف بأي صفة سيئة مثل الكذب في الواقع الخارجي هو نتيجة لخروج الفرد من حد الإنسانية ووقوعه في حد البهيمية حيث يقول الإمام علي بن الحسين السجاد “عليه السلام” في أحد أدعيته المباركة

((وَ أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ، لَتَصَرّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ، وَ تَوَسّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الإنسانية إلى حد البهيمية فكانوا كما وصف في محكم كتابه ” إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا “))

والشكر هنا هو الشكر العملي فضلا عن اللفظي ومن الشكر العملي هو بأن نتصف بصفات الإنسانية بكل حال وفي كل قال ولو إتصفنا بغيرها من صفات ليس لها صلة بالإنسانية فأننا حينها نخرج من حدها إلى حد البهيمية

واليوم سنتناول صفة هي ليست من صفات الإنسانية يرفضها ديننا الإسلامي الحنفي وكما ترفضها كل فئات المجتمع الأخرى في كل مكان

إلا وهي صفة :الإستبداد

تعريف الاستبداد : ممكن أن نقول بأنه تعسف وظلم وفرض الإرادة من دون مبرر بحسب الرغبة والأهواء .

سؤال 1 : من أين يكون منشأ الإستبداد ؟

جواب : لكل خير أصل وأصله الروح ولكل شر أصل وأصل الشر من النفس الأمارة فالإستبداد جذره النفس الأمارة بالسوء والعياذ بالله

سؤال 2 : ممكن نأخذ نبذة تأريخية عن الإستبداد ومن هو أول المستبدين ؟

جواب : أول المستبدين هو الشيطان حيث ورد في القرآن الكريم

((قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ))

ثم بعد ذلك شاعت هذه الصفة بين بني البشر إلى يومنا هذا

سؤال 3 : ما هي أسباب الاستبداد ؟

جواب : هناك الكثير من الأسباب لكن ممكن أن نحصرها في التالي:

1- غياب الوعي المجتمعي .

2- تخلي أهل الفضل والعلم من التصدي قياديا .

3- تذبذب الأفراد في إختيار من يقودهم بسبب تمكن النفس الأمارة منهم .

سؤال 4 : ما هو سبب إستمرار الإستبداد ؟

جواب :

1- وجود المنتفع منه ( من المستبد ) .

2- تمجيد المستبد خوفاً وتملقاً .

سؤال 5 : أنواع الإستبداد ؟

الجواب :

1- الاستبداد السياسي ( أعظم أنواع الاستبداد ) .

2- الاستبداد المجتمعي …. نشر ثقافة معينة أو عرف معين .

3- الاستبداد الاقتصادي .

4- الاستبداد الفكري .

5- الاستبداد الديني .

فيما ورد عن أهل بيت العصمة حول مفهوم الاستبداد حيث قالوا عليهم الصلاة والسلام

قالوا : حق على العاقل أن يستديم الاسترشاد و يترك الاستبداد .

قالوا : الاستبداد برأيك يزلك و يهورك .

قالوا : المستبد متهور في الخطاء و الغلط .

قالوا : قد أخطأ المستبد .

قالوا : بئس الاستعداد الاستبداد .

قالوا : من استبد برأيه زل

قالوا : من استبد برأيه خفت وطأته على أعدائه .

وقالوا : وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.

ومما قيل في الاستبداد :

يقول الفيلسوف جون ستيوارت ميل: معاتبا الذين يرفضون محاورة غيرهم وتبادل الرأي معهم أنه: “إذا كان الرأي صحيحا فقد يحرم هؤلاء الناس من فرصة استبدال الرأي الخاطئ بالرأي الصائب (الحقيقة)، وإن كان خاطئا، فإن عدم المحاورة ستفقدهم فائدة عظيمة، وتحرمهم فرصة ثمينة تتمثل بالانطباع والتصور الحيوي الحاصل نتيجة معايشتهم ومشاهدتهم اصطدام الحقيقة بالخطأ.

ويقول أيضاً : الاستبداد الناتج عن العرف يقف في كل مكان ليعيق تقدم البشرية نحو الأفضل.

لذا صار لزاماً علينا نشر ثقافة الإستماع للرأي الأخر وخصوصاً من المتخصصين في محل تخصصهم ويقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: (ومن استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها) .

هذا منهج النبي وآله عليهم الصلاة والسلام في بناء الإنسان والأوطان ولكن المؤسف نرى انه قد تم تركه في وطني بأغلب الأمور .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال