جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

د. علي المؤمن ||


تأمل أيها العراقي ما يقوله هذا الخطيب الأموي، وهو يعبر الهجمة الشرسة المنظمة المشتركة التي قام بها التيار الأموي في العراق هذا العام، وبشكل غير مسبوق، ضد الإمام حسين وقضيته وشيعته، بكل علانية ووضوح وجرأة.

هذا الخطيب يقول:

1- إن يزيد وآل أمية براء من دم الحسين وآل بيته، وإن المواجهة مع الإمام الحسين لاعلاقة لها بالشام عاصمة الخلافة ولا خليفة المسلمين يزيد، وإن عبيد الله بن زياد كان يقوم بدوره الطبيعي بوصفه والي المسلمين في الكوفة.

2- يتهم الإمام الحسين قام بحركته الداخلية، حين كانت الدولة الإسلامية وخليفة المسلمين وجيوش المسلمين مشغولة بالفتوحات الخارجية ومقاتلة الكفار وإدخال الناس في دين الله افواجاً ووحداناً.

3- إن يزيد حقق للإسلام أعظم الفتوحات، وكانت قيادته سبباً في تسطير ملاحم تاريخية لانظير لها.

4- إن الذي قتل الحسين هم الشيعة الذين بايعوه ثم خذلوه ثم أجهزوا عليه، وهم وحدهم يتحملون مسؤولية دمه.

تأمل أيها العراقي؛ إن هذا الخطيب لا يلقي خطبته في عراق البعث الطائفي، ولا في السعودية أو مصر أو باكستان أو نيجيريا، وهو ليس موظفاً في الأزهر ولا في المؤسسة الدينية الوهابية السعودية ولا وزارة الأوقاف البحرينية، ولا عضواً في جماعة طالبان، بل أنه يلقي خطبته في بلد شيعي، وتحديداً في عراق (الشراكة الوطنية)، ذي الأكثرية السكانية الشيعية الساحقة، والذي يضم الحوزة العلمية الشيعية المركزية، ويقيم فيه مرجع الطائفة الأعلى، وهو موظف لدى ديوان الوقف السني، أي أنه يستلم راتبه ومخصصاته من الدولة العراقية، التي يترأس حكومتها شيعي، وأكثر وزارئها شيعة، وتقودها الأحزاب الشيعية، ورئيس قضائها شيعي، ورئيس محكمتها العليا شيعي، ووزير داخليتها شيعي، ووزير عدلها شيعي، وقائد شرطتها شيعي، ورئيس اركان جيشها شيعي، وحشدها شيعي.

تأمل أيها العراقي؛ لو تجرأ خطيب شيعي في بلد سني، بالتعرض للخلفاء ولمعاوية؛ فماذا سيحصل له؟!


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال