جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ماذا بعد مقايضة الغاز بالنفط الاسود ؟!

ماذا بعد مقايضة الغاز بالنفط الاسود ؟!

حجم الخط

 

ماجد الشويلي ||


يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية قد صعقت من اقدام الحكومة العراقية على اعتماد نظام المقايضة لتوفير الطاقة الكهربائية مع الجمهورية الاسلامية.

وهي بلا شك خطوة جريئة يحق لأمريكا الخشية من تبعاتها وتأثيراتها على مصالحها في العراق والمنطقة.

وبتصوري أن منشأة هذه الخشية ليس من حل مشكلة الطاقة الكهربائية رغم أن أمريكا تسعى لضمان احتكار ملف الطاقة في العراق والتحكم به لمآرب شتى الى أمد بعيد. الا أن خشيتها الحقيقية تكمن بنجاح تجربة المقايضة بين بلدين مهمين للغاية سعت بكل جهدها وطاقتها للفصل بينهما.

وهذه الخشية ناجمة من عدة اعتبارات.

الاول :- هذه الخطوة تعد التفافاً على المقررات والعقوبات الأمريكية التي فرضتها على ايران، وتجاوز للخطوط الحمر التي رسمتها للدولة العراقية برمتها وليس للحكومة فحسب.

الثانية:-إن تأمين حاجة العراق من الطاقة الكهربائية يمنحه مساحة مهمة من الاستقلالية عن القرار الأمريكي،

ويؤسس لانطلاقة بنيوية صحيحة ورصينة لتأمين الخدمات الضرورية ، والنهوض بالواقع الصناعي والزراعي والاقتصادي بشكل عام.

كما وأنه يؤمن مستوى مهماً من الاستقرار السياسي والرضى المجتمعي.

وهذا ما لا ترغب به أمريكا لأسباب عدة يقف في مقدمتها انها ستفقد واحدة من أهم أوراق الضغط الجماهيري على السلطة.

الثالث:- إن من شأن هذه الخطوة أن تدفع بالعراق لتعميق صلاته بالجمهورية الاسلامية أكثر بعيداً عن الرقابة والابتزاز الأمريكي ، ويتيح للدولتين توسعة أنماط المقايضات وتطويرها الى درجة قد تصل الى ملفات التسلح وغير ذلك .

ناهيك عن رغبة إيران والتي اعلنت عنها مرارا بأنها على استعداد لنقل تجربتها وخبراتها في مجال الطاقة النووية السلمية الى الدول الاسلامية الراغبة بذلك.

وقطعا أن ذلك لايروق لامريكا واسرائيل

وتخشاه أيما خشية.

الرابع:- نظام المقايضة قد يمتد لكسر قانون (قيصر) الظالم الذي فرضته أمريكا على سوريا . ويشجع على بناء محور مقايضة اقتصادي بين دول محور المقاومة المحاصرة ايران، سوريا،اليمن، لبنان، عبر العراق

الخامس:- هذا التوجه يعد تأييداً للصين وروسيا فضلا عن ايران ويعزز من مواقف المنظمات الدولية الرامية لتقويض هيمنة الدولار الأمريكي.

السادس:- نجاح نظام المقايضة يعد نجاحاً لحكومة الاطار التي صنفتها أمريكا على أنها موالية لايران وهو ما لاترغب بمنحه لها مجاناً على الاقل، لانه بشكل وآخر يعد نجاحا لايران بنظرها.

السابع:- واحدة من الاسباب الكثيرة التي أثارت مخاوف الولايات المتحدة من اعتماد نظام المقايضة بين ايران والعراق هو خشية ان يتحول العراق الى جسر لعبور المنتجات والسلع والموارد الطبيعية الايرانية الى أوربا وبقية الدول متخطية الرقابة والرسوم والاتاوات الامريكية.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال