جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

علي الحاج ||

هو طريق نسير فيه منفردين، حيث لامال كنا قد جمعناه ينفع، ولا جاه استقتلنا لنيله يشفع، ولابنين عما نحن فيه يدفع، ولاحول ولا قوة لنا إلا ماكتب الله لنا، يتقدمنا في مسيرنا ماعملناه ولو كان مثقال ذرة، خيرا أو شرا على حد سواء، وهو الذي سيوضع على كفة ميزان العدل، هذه هي حصيلة حياتنا الدنيا.

أسوق مقدمتي هذه في ثالث يوم على رحيل المجاهدة الزينبية ضحى الخالدي، حيث سمت روحها إلى سماء الخلود جوار مليك عليّ عظيم، تاركة خلفها إرثا غنيا من الأعمال الصالحة والأقوال الهادفة، مثلت حصيلة حياتها الدنيا، مقتفية سيرة آل بيت النبي الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.

وتشهد للراحلة الخالدي مواقفها، في مكان وزمان وظرف هبت فيه أشباح الضلال من كل جحور الظلام، محاولة النيل من أتباع الإمام الحسين عليه السلام، والمحافظين على نهجه، فكانت وقفتها وموقفها الجهادي قولا وفعلا، أعظم درس وخير مواعظ للقاصي والداني. ولم تتخلَّ الخالدي عن حضورها ووجودها في صفحات قتال واقعي، وتأثير إعلامي، ومشاركة جادة فاعلة مع أخوانها في الله والمذهب، على أوسع نطاق شهدته المرحلة، فقد نذرت سنوات شبابها في خدمة الحق وأهل الحق.

وقطعا كانت أعمالها وخطواتها الجهادية، على مرأى ومسمع الأمين سماحة الشيخ قيس الخزعلي، إذ كما كان سماحته على اطلاع بإنجازاتها طيلة عملها الجهادي والسياسي، كذاك لم تشغله اهتماماته الكثيرة عن حضور مجلس عزائها شخصيا، فسجل التأريخ بهذا الحدث مدى رعايته وإكرامه المجاهدين في الحركة، وسواء أكانوا أحياءً أم أمواتا، فهم في حساباته أبطال مضحون، يستحقون الرعاية من رفاقهم في الدنيا، والعناية الإلهية حين يجاورونه جلّ وعلا بعد رحيلهم. ولقد انتقى الله روح ضحى الخالدي في يوم مبارك، وتوفاها وهي في نية الإبحار بسفينة النجاة، صوب إمامها وإمامنا في أربعينيته، إذ كان رحيلها ليلة الجمعة، وهي أحب الليالي إلى الله جلت قدرته، وسبحانه وتعالى على حكمه وقدره.

فسلام على روحك الطاهرة، وتحية لما خلّفتِ من دروس ومواعظ جهادية، نسأله أن يسكنك فسيح جنانه، وأن يحشرك مع بضعة نبيه فاطمة الزهراء (عليها السلام).


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال