إنتصار الماهود ||
تعود والدي رحمه الله ذلك الجنوبي الأسمر أن يردد هذا المثل بإستهزاء ونكتة وهو يمثل كل شخص جبان يحاول أن يبرر إنهزامه و فعله الخسيس وهو يقول مبتسما متهكما ”يلا بوية هي الهزيمة ثلثين المراجل“، وأنا كنت دوما أسأل والدي كيف يمكن لرجل أن يتخلى عن رجولته وشهامته ومبادئه في سبيل النجاة من موقف معين وقلت له ” بوية هم يوم فكرت تسويها يعني تبيع مبادئك لخاطر حياتك؟ “ فيصيح بي قائلا ”أفه أنا غلام أبوي شلون تكولين لابوج هيج؟؟ إحنا زلم تربينا وعشنا زلم ونموت زلم وما ننهزم ولا نبيع مبادئنا بوية “. وأردف قائلا بعد أن سكن غضبه قليلا: ”بوية لا تستغربين اكو هواي مو بس ينهزمون لا ويكشفون عوراتهم، هم مثل عمر إبن العاص من سواها حتى لا يكتله أبا الحسنين سلام الله عليه، لا تستغربين أمثال إبن العاص ياما أكثرهم بوكتنا “.
كان ذلك درسا بليغا من والدي وكالحلق بقي معلقا في اذني لسنين طوال، أراقب و أقيس وأدقق في أفعال الرجال، أقارن بين الموقف والكلمة، ذلك الميزان الذي إتخذته لنفسي للمقارنة، أصبح هو بوصلتي نعم بوصلة مهمة في حياتي، ففي كل زمان ومكان هنالك إبن العاص متجسدا يكشف عورته من أجل حياته، نعم لا تستغربوا فهم موجودون وبكثرة، فالخنجر ومن لف لفيفه ممن يشبهونه كثيرين، وكلامهم عن الرجولة كثير جدا لكن أفعالهم قليلة جدا وتكاد لا تذكر، حتى أنهم في أول اختبار حقيقي للمواقف إنهزموا وهربوا وتخلوا عن أهلهم وأحبتهم وتركوهم لوحدهم يواجهون إجتياح داعش لمناطقهم دون عون أو سند، وذهبوا ليلعقوا أحذية البارزاني ليأويهم تحت خيمته هربا من الإرهاب الذي إحتضنوه اولآ في ساحات الذل والمهانة التي تغلغل بها النفس الطائفي العنصري ضد أهلهم في العراق، وتركوا مصير أهلهم قرب جسر بزيبز تركوهم للمجهول، ترى الخنجر وأمثاله ممن يحسبون من قادة الصف الأول لأنفسنا وهم يبثون سمومهم من جحورهم في أربيل، ويدفعون الشباب للإقتتال الطائفي، وهم أول المتباكين على المناطق التي باعوها لداعش وينادون، أين الرجال التي ستحرر الأرض من الإرهاب؟ ماذا؟؟؟!!!! من أنتم أولستم رجالا؟؟ أم إن الرجال لايوجودن سوى في أرض سومر!! ، تلك الأرض التي أنبتت نباتا صالحا وأخرجت رجالا اشداء هم الاكفأ لمقاتلة الإرهاب وإسترداد ما تمت سرقته منهم ، وأستردوا أرضهم التي باعها شريكهم في الوطن بثمن بخس جدا.
نعم لنفخر برجالنا قليلا وهذا من حقنا لقد حررنا أرضكم وسترنا الأعراض التي بعتموها بسوق النخاسة للشيشاني والافغاني والسعودي، وقدمنا التضحيات دماء أبنائنا الطاهرة فهل ستردون الجميل بحفظ ما أسترجعناه لكم؟؟ وهل سيقدر الجميل من تشبع بالنفس الطائفي المقيت؟
كلا، بل أنهم إستمروا بسياسة الكيل بمكيالين، والتصيد بالماء العكر والتحريض ينطلق من أربيل، رغم مد يد المصالحة ونسيان الماضي بكل جوانبه السيئة.
وبدل أن يطوي الساسة من أنفسنا أمثال الخنجر وغيره، تلك الصفحة وتضميد الجراح ونسيانها، هم شرعوا بفتحها من جديد كي تتقرح وتؤلمنا، نعم هذا هو ديدنهم، كركوك قلب العراق وفسيفسائه الجميلة أحد هذه الجراح التي نريدها أن تلتئم وتطيب ونطوي تلك الصفحة المشوهة بالأفعال المشينة والمخجلة بدلا من أن يحتكموا لمنطق العقل وتغليب القانون وتقوية سلطة الحكومة المركزية، في تلك المدينة ذات الطابع المميز الجميل، والتي تمثل كل الأطياف و الأديان والأعراق، نراهم يصرحون تصريحات غير مسؤولة يشوبها الكذب والنفاق والتدليس، دفاعا عن المصالح الحزبية الكوردية وأنا هنا أضع الف خط تحت كلمة مصالح حزبية وليست مصالح المواطنين الكورد، (فهم مظلومون مثل الكثيرين ويستخدمهم ساستهم كورقة ضغط على الحكومة المركزية)، اذا مصالح حزب أمام مصلحة العراقيين ككل هذا ما فعله الخنجر، لكن عذرا من أنتم حتى تتكلمون بإسم السنة جميعهم ؟؟ ولم تفرضون شروطا لا تمثل مواطنيكم؟ هل تم تعيينكم من قبل مسعود كلاعقي أحذية جدد له أم ماذا؟.
إن كركوك عراقية وستبقى عراقية رسمنا حدودها بدماء إخوتنا، وحررناها من دنس الإرهاب ولن نتنازل عن شبر منها، شاء من شاء، وأبى من يأبى.