عباس خالد ||
اشبه من جسد أصحاب الحسين (عليه السلام) في مسرح معركة الطف بتضحياتهم ومواقفهم بالواقع الحديث؛ هم الحشد الشعبي في مواجهتهم وتصديهم لداع١١ش الإرهابي الذي استهدف الشعب العراقي ومقدساته وعقيدته وهدد سيادته وامنه واقتصاده وحضارته ووحدته بأبشع الأساليب الوحشية حيث فجروا المراقد للائمة عليهم السلام والمساجد والمعابد والكنائس وقتلوا الزائرين والمصلين بداخلها وفجروا أنفسهم على الناس في بيوتهم واسواقهم ومدارسهم وجامعاتهم وطرقاتهم وفي أعراسهم ومأتمهم وقطعوا الرؤوس للنساء والاطفال والشيوخ وارتكبوا المجزرة تلوا الاخرى بالاف الأرواح من الابرياء واغتالوا وذبحوا العلماء والاساتذة من علماء الدين والخطباء والمجتهدين والقادة وهجروا واغتصبوا النساء المحصنات والبواكر من الاطفال واخذوهن سبيات واجبروا الناس على تبني فكرهم التكفيري الدموي المتطرف الوهابي بالقوة والتهديد والتعذيب وخربوا عقول للشباب من البالغين والاطفال وسمموها ومن لم يتبنى فكرهم مصيره الموت المرعب.
فتحوا حدود البلاد لشذاذ الارض من العتاة والطغاة والزناة والمجرمين والعصابات والقتلى من دول اخرى وانتهكوا الحدود وادخلوهم للعراق وعاثوا بالارض فسادا وقتلا وتنكيلا بسرقة نفطه وتهريبه ومقتنياته واثاره التي ترمز إلى حضارته قبل الميلاد، ومحوا تاريخ البلد بفعلتهم هذه دمروا البنى التحتية واحرقوا المصانع والمؤسسات والمطارات وهدموا المدارس والجامعات وفجروها وادخلوا الصهيونية والغرب ومخابراتها لتعبث بالبلد وتمزقه بالفوضى وتحرقه وتذره رماد؛ ليختفي العراق مع مقدساته إلى الأبد وجعل طوائفه قددا يقتل بعضهم البعض بحقد وطائفية ، لكن من اجهض هذا المشروع الإرهابي هو الحشد الشعبي وموقفهم البارز بالتصدي بعدما عجزت كل محاولات الدولة واجهزتها من ردعه ومنعه ،
ان (الحشد الشعبي )جدد موقفه اليوم بالزيارة الاربعينية ، وأنت تسير في الطرق الممتدة من الجنوب والشمال والغرب والشرق التي تبدأ من حدود العراق مرورا بالمحافظا ت التي يسير بها الزائرين صوب مراقد الائمة عليهم السلام وينتهي المطاف الاخير بمرقد الامام الحسين ع تشاهد قوات (الحشد الشعبي) بكل عدتها وروحيتها وانضباطها تبث روح الأمان والطمأنينة ولسان حالهم يقول لم ندع (مأساة الحسين ع ) تتكرر ولم ندع من صنع مأساة العراق من ألارهاب بكل واجهاته وملحقاته وسمومه يعودون مرة أخرى لم ندع الزائرين يموتون على يد التكفيرين وهم متوجهين إلى أمامهم، لذلك
وانت تشاهد قوات الحشد الشعبي وهي تحتضن محافظة كربلاء ومن على حدودها في الصحراء تسترجع بك الصورة إلى واقعة الطف و موقف أصحاب الحسين وهم يحيطون به ومستعدين للتضحية ألف مرة وبروحية لم تتكرر لكن الحشد يجدد هذه المواقف بعقيدة صافية كما تركوا الدنيا واموالاهم وضيعاتهم وزوجاتهم وامهاتهم وابائهم واولادهم بدون معيل واستجابوا للموقف الذي يذكرهم بمأساة الحسن واصحابه استجابوا لنداء الزينبيات استجابوا للفنوى وراي المرجعية امتداد الإمام لذلك موقفهم اليوم تجدد في الزيارة الاربعينية وهم يحتضنون الزائرين من الجنوب إلى الشمال بارواحهم أن الحشد هم اشبه الرجال بأصحاب الحسين عليه السلام. بمواقفهم استجابة للدين والمذهب وهم الصورة التي تعبر عن هوية العراق الجديدة.
لذلك نقترح على من يهمه أمر الحشد الشعبي وتطويره وتنميته وتمكينه من قبل الشعب بكل أطيافه والدولة والحكومة بكل مؤسساتها وبعد أن أصبح الحشد الشعبي يمثل هوية العراق التي تخلق التوازن والردع من اطماع وارهاب ونتيجة موقفه الذي دافع به عن كل الانسانية وليس عن البلده فقط .
نقترح أن يكون للحشد الشعبي النصيب الأكبر في رعاية وحماية الزيارة الاربعينية والزيارات الاخرى واشراكهم في الفعاليات الثقافية والفكرية التي تخص ثورة الامام الحسين ونهضته وتضحياته لتعميق هذا الموقف وتنمية الروح العقائدية المضحية التي امتاز بها تشكيل الحشد الشعبي وايكال مهمة تطوير البنى التحتية التي تخص الزيارات السنوية لشركة الحشد ليندمج الفكر بالعمل واعطاء هذه الخصوصية لهم واستثمار اخلاصهم وحبهم لتكون النتيجة معطياتها مشاريع تنبع من روح تطوعية خالصة وبنفس الوقت تنمية موارد الحشد اقتصاديا واكتفاءه ذاتياً تأسيس شركة إنتاج دراما أو استحداث قسم داخل مديرية الإعلام لانتاج القصص الواقعية التي تحدث في الزيارات من عطاء والتزام وتضحيات ومواقف وكرامات لتكون ليكون الانتاج تابع من الواقع ومرشحات الهويه الحسينية للناس ومادة ثقافية للشباب والحشد الذي سيشعر بالفخر انيط به هذا الدور تأسيس مصارف وبناء مستشفيات للحشد الشعبي لخصوصية موقفه لرعاية عوائل الشهداء والجرحى وتأمين حياة المنتسبين ليشعر المقاتل والمنتمي لهذه المؤسسة مطمئن على عائلته بعد غيابه او استشهاده أو جرحه أن الحشد الشعبي بموقفه له اجازة الحديث عند التحدث عن تضحيات (الحسين ع) ونهضته كونهم جسدوا موقفا مشابها لتضحيات أصحابه لذلك تعزيز موقفهم هو حماية للعقيدة والمذهب وللدولة ومؤسساتها والمانع والضمان الوحيد من عودة الإرهاب من أي دولة او جهة أو منظمة أو احتلال يريد بالعراق شرا وفوضى لتجعل كل الحكومات من اولويات برامجها دعم الحشد وتمكينه وعكس ذلك سيبقى العراق مرتهن للمطامع من أبسط مجموعة إرهابية لأن الحشد الشعبي من خيرة رجال العراق المضحين بكل شيئ وهذا ليس على حساب الجيش أو بقية الاجهزة الامنية الأخرى أو تغييب دورهم إنما تعزيز أمن العراق والإشارة إلى موقفهم البارز المدعوم بفتوى عقائدية وهي الفرصةالتي لم تتكرر و بلورت الحشد الشعبي المضحي الصانع للكرامة التي هدرها الإرهاب والداعم لأمن العراق من الشمال إلى الجنوب أن ساحات المعركة التي خاضها الحشد كانت مدرسة في المواقف والتضحيات والايثار والاخلاق والجود بالنفس من أجل كرامة شعب وأمة المسلمين.