جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

علي عنبر السعدي ||


الإله الذي صنعه الانسان – الإله صانع الانسان

– عدال نصه بالشلب(*) .

منذ أزمنة سحيقة ،بحث الانسان عما ينوب عنه في تبادلاته وقضاء حاجياته ، وسيلة تكون كافية ومعتمدة كمعادل للسلع التي يريدها،بعد أن وجد ماكان سائداً من تبادل سلعة مقابل سلعة ، لم يعد كافياً لمتطلباته اليومية المتزايدة .

كان الشيقل السومري/البابلي ،المصنوع من قطعة نحاسية ،جرت معادلاتها بكمية من الشعير ،كبضاعة رئيسة في ذلك المجتمع ، فكيس صغير من تلك العملة المالية ،تكفي لشراء كميات كبيرة من الحبوب وأية مادة أخرى ،من ملابس وطعام وشراب وأدوات ، ومن الطبيعي ان (المال) الذي صعنه الانسان لخدمته ، تحول مع مرور الأزمنة ،والحاجات التي يمكنه تأديتها ،الى طاغية متحكم بشكل مطلق ،يسعى الانسان لا رضائه والحصول عليه بشتى الطرق ،فأصبح من يملك ،هو السيد على من لايملك ،ثم دخل الأديان باعتباره زنية الحياة الدنيا (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).

في الأعراف الديبلوماسية والعلاقات بين الدول، ان تحتفل دولة ما بعيدها الوطني ،داخل سفارتها ،أو أماكن خاصة لهذا الغرض ،ولها أن تدعو من تشاء لإحياء هذه المناسبة ، لكن – على حدّ علمي – لم يسبق أن قامت دولة برفع علمها والاعلان عن (يومها الوطني) بهذه الطريقة في قلب عاصمة بلد آخر،فاضافة الى كونه فعلاً غير مألوف وفيه نوع من السخرية من ذلك البلد ،الذي أكتوى بما صنعته تلك الدولة (المحتفلة ) يأتي هنا بمثابة اعلان (نصر) وصحة أفعال وربما ترحم على الاف الانتحاريين ممن جاءوا من تلك الدولة بعينها ،وهنا يبرز المال كعامل حاسم ،لم يكتف باحتفالية وحسب ،بل شراء نفوس واستئجار ذمم ،لم تجد ضيراً في صورة مستفزة كهذه ،وعفا الله عما سلف .

(*) عدال نصه أو عدال ربعه ،جملة كان ينادي بها بائع البضاعة عن طريق الاستبدال .


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال