د.أمل الأسدي ||
كثيرا ما نسمع من الحاقدين أو الجهلة كلاما باطلا مفاده؛ أن الشيعة لايذكرون الرسول(صلی الله عليه وآله) كما يذكرون الإمام علي(ع) أو الإمام الحسين (ع) وهنا نقول لهم: إن حقدكم قد أعماكم إلی الحد الذي جعلكم تنسون كلام الله تعالی حين بيّن وعلی لسان رسوله الكريم أن( محمد وعلي) نفس واحدة إذ قال:((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ))(١)
وأنساكم حقدكم قوله تعالی:((…قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)(٢)
وأنساكم حقدكم قول الرسول الأعظم(صلی الله عليه وآله): ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)(٣)
وهنا؛ لن نذكّركم بأننا لم نقل عن رسول الله: إنه معصوم في الوحي والتبليغ فقط، وليس معصوما في غيره(٤) ولم نقل عنه: إنه عبس بوجه الأعمی(٥)، ولم نقل عنه: إن الشيطان ألقی في أمنيته فمدح اللات والعزی حين كان يقرأ سورة النجم!!(٦)
ولم نقل عنه: إنه يهجر!!(٧)
ولن نذكّركم بالسقيفة(٨) ولا بفدك(٩)، ولابالزهراء التي دُفنت سرا!!(١٠)
ولا بمقتل الإمام الحسن ومنع دفنه عند جده!(١١)
سندع كل هذا جانبا ونقول لكم انظروا:
١- نحتفي في الأول من ربيع الأول بهجرة رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله)ومبيت الإمام علي(عليه السلام) في فراشه.
٢- نحتفي في شهر ربيع الأول أسبوعا كاملا في ولادة رسول الله الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله)، أسبوع الوحدة الإسلامية من 12- 17 ربيع الأول من كل عام.
٣- نحتفي بزواج الرسول محمد(صلی الله عليه وآله)
من السيدة خديجة(ع) في الحادي والعشرين ربيع الأول.
٤- نستذكر أيام الرسول محمد(صلی الله عليه وآله) حين فرح بعودة جعفر الطيار، وفتح خيبر في الرابع والعشرين من شهر رجب الأصب.
٥- نحتفي بالمبعث النبوي الشريف للرسول الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله) في السابع والعشرين من شهر رجب الأصب.
٦- نستذكر رسول الله الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله) ونستلهم خطبته في آخر جمعة من شهر شعبان، وهي خطبة استقبال شهر رمضان الكريم.
٧- نحتفي بالمؤاخاة التي عقدها رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك.
٨- نستذكر حزن رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) علی عمه(أبو طالب ع) في السابع من شهر رمضان.
٩- نستذكر حزن رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) علی أم المؤمنين السيدةخديجة(ع) في العاشر من شهر رمضان.
١٠- نحتفي بمعركة بدر الكبری في السابع عشر من شهر رمضان، ونستذكر في هذا اليوم نصر رسول الله الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله) ونصر الإسلام.
١١- نستذكر رسول الله محمد (صلی الله عليه وآله) ونحتفي بليلة القدر، ولثلاث ليال من شهر رمضان.
١٢- نستذكر رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) والإمام علي(ع) في يوم الخندق حين قال الرسول: ((برز الإيمان كله إلى الكفر كله))(١٢) ويعني تصدي الإمام علي لعمرو بن ود العامري، وذلك في الثالث من شوال.
١٣- نذكر رسول الله الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله) في يوم أحد واستشهاد الحمزة(ع) وذلك في الخامس عشر من شوال.
١٤- نستذكر رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة حين خرج الی حجة الوداع.
١٥- نحتفي بزواج الإمام علي من السيدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام). ونستذكر فرح رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) في هذه المناسبة وذلك في الأول من ذي الحجة.
١٦- نحتفي بعيد الغدير، ونستذكر موقف رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) مع الإمام علي(عليه السلام) حين خاطب الرسول المسلمين كافة قائلا:((اللهمَّ من كنت مولاهُ فعليٌّ مولاه اللهمَّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه وانصرْ من نصرَه وأعِنْ مَن أعانَه))(١٣)
١٧- نحتفي بيوم المباهلة ونستذكر نصر الإسلام، نصر رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله
وأهل بيته(عليهم السلام) وذلك في الرابع والعشرين من ذي الحجة.
١٨ـ نستذكر رحيل رسول الله الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله) في الثامن والعشرين من شهر صفر، نستذكر هذه المناسبة بحزن وألم، فنقيم مجالس العزاء، ونقرأ القرآن ونطعم علی حبه، وكأنّ رحيله قد حدث الآن!!
ماتقدم يمثل ذكرنا لرسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) بذاته، أما عن ذكرنا له بأهل بيته، فقائم في مناسبات عديدة علی مدار العام من أبرزها:
ـ استشهاد الإمام علي(عليه السلام) في شهر رمضان.
ـ رحيل السيدة الزهراء، بضعة المختار، أم أبيها.
ـ استشهاد الإمام الحسن(عليه السلام).
– أما شهر المحرم الحرام فله خصوصية، فمنذ حلول الشهر حتی نهايته وقدوم شهر صفر ونحن نذكر رسول الله الأعظم محمد(صلی الله عليه وآله) ونستشهد بحديثه: ((حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبَّ اللهُ من أحبَّ حسينا…)) (١٤)
فمن أول من الشهر إلی العاشر؛ مجالسنا عامرة بذكر الرسول الأعظم وبكائه علی ولده الحسين، ومن العاشر من الشهر إلی العشرين من صفر؛ ونحن لايغيب عنا ذكر الرسول الأعظم، إذ نواسيه باستشهاد حبيبه الإمام الحسين، ونطعم الطعام علی محبتهم، ويستقبل العراق القاصدين كربلاء من شتی بقاع الأرض.
ـ نذكر رسول الله الأعظم محمد (صلی الله عليه وآله) في كل ولادات الأئمة الأطهار من ولده، وفي كل مناسبات استشهادهم.
ونحن هنا نرد علی الحاقدين، الذين اغتال الحقد والجهل فطرتهم ووعيهم، نوجهه لمن يسعی إلی بث التفرقة والطائفية بين المسلمين، ولانوجه حديثنا لمن يشترك معنا في إحياء كل هذه المناسبات، ولاسيما في العراق الذي هوية الأغلبية فيه من المسلمين الشيعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١-سورة آل عمران،الآية ٦١
٢-سورة الشوری،الآية ٢٣
٣-سنن الترمذي: ٥/ ٦٦٣
٤- ينظر: أصول أهل السنة والجماعة، الزهيري:١/ ٤-٦
٥-.ينظر: التحرير والتنوير:٣٠/ ١٠٣
٦- ينظر: روح المعاني، الآلوسي: ٩/ ١٦٧-١٦٩
٧- ينظر: صحيح مسلم:٣/ ١٢٥٧
٨- تاريخ الطبري:٣/ ٢١٩ـ٢٢٣
٩- فتوح البلدان، البلاذري:٣٩- ٤٢
١٠- ينظر: تأريخ الطبري:٣/ ٢٠٨
١١- ينظر: أنساب الأشراف البلاذري:٣/ ٦٠-٦١
١٢- ينابيع المودة، سليمان بن ابراهيم القندوزي:١/ ٢٨١
١٣-مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، أبو الحسن الهيثمي:٩/ ١٠٥.
١٤-سنن ابن ماجه،محمد بن يزيد القزويني١ / ٥١.
