غيث العبيدي ||
لقد صنع المتوكل العباسي جوا مرعبا على شيعة أل البيت عليهم السلام، فسخر كل جهوده لمحاصرتهم والتنكيل بهم والشد عليهم ومنعهم من زيارة الامام الحسين علية السلام.
حتى أنه هدم القبر الشريف وحرثه وزرعه وأجرى علية الماء.
ووضع المفارز المسلحة ونشر الكتائب العسكرية على الطريق لمنع واعتقال الزوار.
وفرض الضرائب والاتوات والعقوبات القاسية كقطع الأيدي والارجل والالسن بحق كل من يستذكر الامام الحسين علية السلام باي شكل من الأشكال.
يعتبر المتوكل العباسي من أخبث الناس واكثرهم عداوة لشيعة ال البيت عليهم السلام، فهو من عائلة مجرمة وقاتلة للنفس المحترمة.
ألاب: المعتصم قاتل الامام الجواد عليه السلام،
الجد: هارون الرشيد قاتل الامام الكاظم عليه السلام،
والجد الرابع : المنصور الدوانيقي قاتل الامام الصادق علية السلام.
إذا الرجل على دين أبيه وصاحبته وبنيه، وعرق هذه العائلة يحمل نفس طائفي بغيض.
وتحت نفس هذا العنوان لكن بزمن اخر.
تشابهت الأجواء بين زمن المقبور صدام وزمن الطاغية المتوكل العباسي عليهما اللعنة، من إهمال للبلاد والعباد وانتشار الذل والخوف والرعب بين الأغلبية من الناس، والاستفراد بالسلطة وجعل البلاد عبارة عن سلة غذائية لعوائل المتسلطين على رقاب الناس في كلا الزمنين.
لذلك أدرك صدام والذي يحمل فكر علماني معاد للأديان والمذاهب والعقائد وبالأخص الاسلام المحمدي المتمثل بشيعة ال البيت عليهم السلام، أن المسلمين السنة قد ذابوا في هوية البعث الغربية والعلمانية ولم يبقى إلا اتباع ال البيت عليهم السلام ، متمسكين بهويتهم الإسلامية واعرافهم الاجتماعية وتقاليدهم وعاداتهم الرصينة التي تحقق انتمائهم لأل البيت عليهم السلام.
وتحقق من ذلك فوجد أن الحسين عليه السلام نابضا فيهم وسورا لحمايتهم وجدار سميكا ضد كل الهجمات التي تحاول سلخهم من هويتهم الإسلامية.
وعرف أن الشعائر الحسينية تحديدا اربعين الامام الحسين عليه السلام ناقوس الخطر الذي يهدد كيانه، والسماح للمواكب الحسينية يعد انتحارا فهي التي تنظم الأعمال الجماعية للجماهير ، لذلك اعد عدته للقضاء عليها واعتبرها جريمة عظمى برتبة( 4 ارهاب ).
ومثل فعل المقبور صدام, فعلت الدوائر الاستعمارية.
ولنتخطر هنا كتاب صدر من الاستخبارات الأمريكية بعد 2003 مترجم لعدة لغات، ينص على أن الشعائر الحسينية الاساس الذي يستمد منها الشيعة رفضهم لكل أشكال الاستعمار وهي من تعزز روح الهوية فيهم وهي من رسمت لهم خارطة الطريق وعززت لديهم مبادئ الدين الإسلامي.
واعتبر الكتاب أن طريق الحسين عليه السلام، ترويض للنفس وساحة للتدريب النفسي والبدني والروحي، فهي من ترفع مناسيب الرفض والمجابهة للأطماع الغربية،وهي من تحمى الدين والمذهب والعقيدة من الانحراف والشذوذ.
