عبد الجليل الزبيدي ||
عندما وصلت المدمِّرة الأميركية نيوجيرسي الى شواطئ لبنان عام ١٩٨٣.. ونزول اكثر من الفي جندي من قوات المارينز والمئات من الجنود الفرنسيين على الاراضي اللبنانية ، اصيب الثوريون الوطنيون والاسلاميون اللبنانيون وحلفاؤهم الفلسطينيون ومن خلفهم العرب ، اصيبوا بحالة من الذهول والصدمة ، واعتقد البعض ان الانزال الاميركي الفرنسي هو بداية احتلال غربي يحل محل الاحتلال الاسرائيلي الذي طرد من العاصمة اللبنانية ومحيطها بعد قتال ضار استشهد خلاله الالاف من المقاومين .
في تلك الحقبة ، كان حزب الله في طور التأسيس ، وفي حالة تردد ، بين ان يعلن عن نفسه ام يستخدم تسمية ( منظمة الجهاد الاسلامي ) عنوانا لعملياته العسكرية .
كانت اسلحة الرشاشات الخفيفة وقاذفات آر.بي.جي هي افضل مالدى مقاتلي الحزب وبقية الفصائل المنخرطة في جبهة تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي والغربي الداعم للقوى الرجعية العميلة .
بالمقابل ،نزول القوات الاميركية والفرنسية واستقرارها في بيروت ،مدعومة بالبارجة نيوجيرسي وعدة سفن اميركية وفرنسية ،شكل تحديا كبيرا من شانه الاخلال بمعادلة الصراع الدائر في لبنان والمنطقة .
ايضا وفي حينها ، خسرت جبهة المقاومة خروج الالاف من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية الى ليبيا ، في اطار صفقة ادارها المفاوض الاميركي ( فيليب حبيب ) فاصبح خروجهم ثمنا لانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من جنوب مدينة بيروت .
بالمجمل ، كان وضع القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية متداخل التعقيدات حيث كانت تقاتل على عدة جبهات وتواجه حرب استنزاف في مواقفها السياسية .
وانذاك ، صرح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ايهود باراك بان ( حدودك يا اسرائيل اضحت جنوب بيروت .. ) .
اخرون لم يخفو شماتتهم بتهجير ثلثي سكان الجنوب نحو الضاحية الجنوبية وهم حاضنة المقاومة التي كانت تخوض حرب التحرير. هذا فيما ثلث الشعب اللبناني هجر او هاجر الى اوروبا وقبرص وسورية والاردن .
في ذروة تلك الاوضاع الامنية والسياسية الصعبة، كتب القيادي في حزب الكتائب جوزف أبو خليل منتشيا ومستقويا بالمارينز وبوصول البارجة نيوجيرسي ،متسائلا : (( أين رب المستضعفين أمام جبروت نيوجيرسي . )) ؟؟
هي اشارة تحدي كانت موجهة نحو انصار ايران الثورية والامام الخميني تحديدا والذي وصف الحرب في لبنان انذاك انها حرب المستضعفين في مواجهة المستكبرين .
بعد ذلك بأيام ،هاجمت شاحنتان محملة بعشرة اطنان من المتفجرات ثكنة المارينز والقوات الفرنسية في بيروت فتناثرت جثث (307) من القوات الغربية بينهم ( 241) جنديا من المارينز ليتبين فيما بعد ان الشاب عماد مغنية وراء العملية حينما وجدوا توقيعه على جثث المارينز و كتب عليها عبارة (( هنا رب المستضعفين فأين جبروت نيوجيرسي..)) ؟؟؟