جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لا نبالي أوقعنا عليه ام وقع علينا..!

لا نبالي أوقعنا عليه ام وقع علينا..!

حجم الخط

 

زمزم العمران ||

قال تعالى في كتابه الكريم : {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ }

مدرسة الشهداء ، مدرسة عظيمة ، غرستها النبوة ، وسقتها الإمامة بدمائها الطاهرة ، فكان الحسين عليه السلام أعظم من يمثلها ،هو وأهل بيته وأصحابه ، فقد تركت لنا واقعة الطف ، العديد من المآثر عن التضحية والفداء ، كان أحدها موقف أم وهب النصراني ، الذي استشهد في معسكر الامام الحسين عليه السلام ، فعندما ألقى جيش يزيد ، رأسه إليها ، ارجعته إليهم قائلة : ( لايليق بنا أن نسترجع ماقدمناه في سبيل الله) ، ثم أخذت عمودها لتهجم به على الجيش المعادي لمعسكر الحسين عليه السلام ، وهي تدافع عن سبط النبي واهل بيته حتى نالت الشهادة .

الموقف الآخر هو موقف السيدة زينب عليها السلام ، عندما وضعت يديها تحت جسد الامام الحسين عليه السلام ، وقالت عبارتها المشهورة : ( اللهم تقبل منا هذا القربان) ، فلم نرى اي موقف يضاهيه لسيدة عظيمة ،استشهد إخوتها وأهل بيتها وهي صامدة كجبل شامخ ، لم يعرف الانحناء والانكسار ، كان هذا موقفها في ساحة المعركة ؛ أما في مجلس اللعين يزيد ، فعندما أراد هذا الملعون النيل منها ومن أخوتها بمقولته : ( ارأيتي ماصنع الله بكم ) ، فأجابته : (مارأيت إلا جميلاً) .

هذه المدرسة ،هي التي استمد منها المقاومون والاحرار ، هذا الصمود والتضحية والأيثار ، فكما قدمت نساء العراق ، ابنائهن وإخوانهن وازواجهن شهداء ، في جهادهم ضد تنظيم داعش ، كذلك نساء المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله ، واليوم نرى نساء غزة وهي تقدم ابنائها واخوانها وازواجها شهداء في طريق المقاومة ، مستلهمات من تلك المدرسة العظيمة ، هذه المبادئ والقيم في رفع المعنويات ، وعدم الانكسار أمام هذه المدرسة الوحشية ، الذي وصف أفرادها بأنهم سوف يُحشرون بهيئة وحوش ، كما ذكر في كتابه العزيز 🙁 وأذا الوحوش حُشرت ) .

ولهذه المدرسة عمق تاريخي ، فأن الذي يقرأ عن واقعة الطف ، يرى فيها قتل الطفل والمرأة والحصار وقطع الماء ، وهذا النهج الأموي اقتبسهُ الأمويون من الصهاينة ، في زمنهم لأننا نرى نفس الأسلوب اليوم ، فغارات الصهاينة تستهدف الأطفال والنساء كما قطعت الماء والغذاء عن هذا القطاع ، لكي يثبت للعالم ،  “أن القوم أبناء القوم ” ليس بالنسب بل بالفكر والعمل ، معتمدين على كثرتهم وقوتهم وسلاحهم المادي وتقنياتهم العسكرية .

حيث رأينا جثث قتلاهم وبكاء أسرآهم وهذه الترسانة العسكرية هي أعجز من أن تواجه هؤلاء المجاهدين الشجعان وجه لوجه ، فقامت بقصف مدنهم وحاضنتهم الاجتماعية ، لكي تؤثر على معنوياتهم ، عسى أن تهزمهم بهذه الطريقة الوحشية ،مُتناسين أن هناك في الوجود من هو أقدر منهم وأقوى ، والتي عجزت عن مواجهة المجاهدين وأنه هو الذي يكتب النصر لمن يشاء ، كما في قوله تعالى 🙁 وما النصر الا من عند الله العزيز القدير) .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال