د. زيد البيدر
احدث الموقف الامريكية المساند للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي تجاه سكان غزة، ردود فعل شعبية غاضبة، اعادت من خلالها القضية الفلسطينية الى صدارة القضايا العربية والاسلامية.
وكذلك اعاد هذا الموقف الى الاذهان الدور التاريخي للولايات المتحدة الامريكية في حماية ودعم دولة الاحتلال الاسرائيلي في قتلها واغتصابها للأراضي الفلسطينية وعدم تنفيذها للقرارات الدولية التي تطالبها بالانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 1967، وغيرها من القرارات التي تتعلق بالاستيطان واللاجئين الفلسطينيين.
واليوم تتخذ موقفا غير اخلاقي في دعمها اللامحدود للجرائم الوحشية التي ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلي في غزة، بل ظهرت متحمسة على استمرار الة القتل الاسرائيلية لحصد اكبر عدد من ارواح المدنيين، وإجرامها ذهب ابعد من ذلك من خلال رفضها اصدار قرار من مجلس الامن يدين او يوقف تلك الجرائم.
ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية اليوم، برهن للشعوب العربية والاسلامية انها تتلذذ برؤية تلك المجازر، وان شعارات حقوق الانسان التي ترفعها وتصور نفسها المدافع الحقيقي عنها، لكن في الحقيقة انها كانت ولا تزال تعد الخطر الحقيقي على حياة الانسان وحقوقه في المنطقة والعالم.
وان موقفها برهن ايضا انها تبقى العدو الاول للشعوب العربية والاسلامية، وادى ذلك ايضا الى ضياع ما حققته من نجاح في تلميع صورتها عبر استخدام قوتها الناعمة تجاه المجتمع العربي، لاسيما بين فئة الشباب التي لم تعاصر سياستها الاجرامية والمنحازة تجاه القضايا العربية والاسلامية.
وخير مثال على تراجع شعبيتها في المنطقة العربية والعراق على وجه التحديد، هو ارتفاع حجم التأييد الشعبي في مواقع التواصل الاجتماعي للهجمات التي تتعرض لها القواعد الامريكية في العراق، لا سيما بعد عملية طوفان الاقصى، في حين كانت نسبة كبيرة في السابق ترفض هذه الهجمات وتعدها عمليات تضر بالعراق ومصالحه العليا، وترى بان وجود هذه القوات من اجل تقديم المساعدة للعراق في حربه ضد التنظيمات الارهابية، لكن عملية طوفان الاقصى غيرت من هذه القناعات وجعلت من الولايات المتحدة هي الخطر الاكبر الذي يهدد دول المنطقة والعالم، وأصبحت في نظر شعوب المنطقة تعد الشريك الرئيسي في الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وبات وجود هذه القوات يمثل الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة وسلامة العراق والمنطقة، اذ يمكن ان تجلب الخير والسلام من تلطخت ايديهم بدماء الابرياء.