جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف التنمر والإنبهار غير الموضوعي عادات “جاهلية” بالية

التنمر والإنبهار غير الموضوعي عادات “جاهلية” بالية

حجم الخط

 

إياد الإمارة ||


التنمر والإستهزاء بمنجزات الآخرين المجدية والإنبهار غير الموضوعي بأشخاص وأشياء لا قيمة علمية لها إنعكاس واضح أشد الوضوح لمستوى متدني من الجهل والإنحطاط المعرفي..

الجاهل هو الذي يتنمر من منجز علمي لأنه لا يستطيع أن يقدره إذ هو لا يفهمه..

والجاهل هو الذي ينبهر بالأسماء والعناوين دون أن يفهم أو يعي محتويات هذه الأسماء والعناوين..

الحالتان الأولى والثانية من الجهل ولا فرق بين متنمر مستهزء وبين منبهر يضخم أشياء تافهة.


عرض علينا أحد أساتذة كلية الآداب في جامعة البصرة وهو أُستاذ دكتور في قسم اللغة الانجليزية عناوين رسائل ماجستير وأطاريح دكتوراه من جامعات عالمية رصينة لو إن هذه العناوين قرأت في العراق لرأينا مستوى التنمر العالي الذي يطل به علينا مدونو الفيس بوك -أجلكم الله من أغلبهم- ليُثيروا الشغب بلا هدى!

عناوين عن حرفة يدوية إندثرت قبل عشرات السنين في قرية ما، فرق اللهجة بين مدينة ومدينة وحتى قرية وقرية، عن الألفاظ النابية التي تستخدمها شريحة من الحرفيين، عن نوعية الكتابة على دورات المياه في إحدى الدول العربية، عن الأكلات الشعبية، حتى عن “الفشاير”..

ما الذي يمنع الدراسة وفق منهجية سليمة؟

مشكلة بحث حقيقية وذات جدوى..

وحدود بحث منطقية..

ثم تُعرف المصطلحات..

شنو المشكلة؟

“ليش” صار التنمر سلوك الجميع في هذا البلد؟

ولماذا لا يقدم “الباحثون” على دراسة هذه الظاهرة القبيحة في العراق؟


والإنبهار؟

فلان أوحد زمانه..

فلان مفكر!

فلان “مرخي” براغي جسر الفتحية في قضاء المدينة شمال البصرة..

شنو هذا؟

شنو خلفيته؟

وين منجزه العلمي؟

تطلع شويجة وعويجيلة “لتحدثنا” عن كتاباته التي ما ينطلع بيها لراس “الكوجة” ولا لراس “العكد”!

ولازم نقبل..

ونطبل..

وقد يصل الأمر حد حملنا البيارغ لنهزج لهذا الذي “ما يسوة ترس ذانة حشيش” وكل ما لديه لم يرق بعد لأن يعد مُنجزاً ولا يعدو كونه في بعض الأحيان تجميعاً يفتقد لأي مهارة حتى مهارة التجميع نفسها.


هناك مشكلة حقيقية في التقييم..

رحم الله الشيخ “الدكتور” أحمد الوائلي وهو أكبر من شيخ ومن دكتور فهو العميد أحمد الوائلي رضوان الله عليه الذي يقول:

ويد تكبّل وهـي مما يُفتدى

ويدٌ تقبّل وهي مما يُقطـع

لأن المشكلة في التقييم!

وإلا كيف تُكبل اليد التي يجب أن تُفتدى؟

وكيف تُقبل اليد التي يجب أن تُقطع؟

انه سوق الجهل..

ومعه في أغلب الأحيان سوق المصالح..

الجهل، المصلحة هما ما يحرف بوصلة التقييم العلمي الموضوعي.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال