علي عنبر السعدي ||
روي لي أحد الأصدقاء من الجنوب اللبناني ، انه في حرب تشرين 1973 ، كان سكان مرجعيون ،يبكون حزناً كلما سقطت طائرة اسرائيلية بصاروخ سوري ،باعتبار ان وجود اسرائيل بذاته ،هو ضمانة لحمايتهم .
الانفصاليون من الكورد – وعلى رأسهم آل البارزاني – راهنوا على الوجود الاسرائيلي ووثقوا علاقاتهم معه ، وقد ظهرت في تعاونهم مع منير روفا ،الذي خطف طائرة حربية (ميج 21)الى اسرائيل ،فيما تكفل الامن الكردي ،بنقل عائلته وحمايتها حتى الالتحاق به حيث هرب .
ثم توالت اخبار التعاون ،فقد كشف تقرير للصحفي الأمريكي “وين مادسن” أن جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” قد شنّ وبالتنسيق مع الميليشيات الكردية، هجمات على المسيحيين العراقيين في كلّ من الموصل والحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره وغيرها، لافراغ المنطقة من سكانها .
ثم التظاهرات المؤيدة للانفصال الكوردي ،التي رفعت العلم الاسرائيلي علناً ،ولوحت به كدليل على قوة العلاقة والمراهنة عليها ،كذلك لم تتوقف التسريبات عن وجود مكثف للموساد في الاقليم ..
كانت حسابات البارزاني تذهب الى ان وجود اسرائيل – كمشروع استيطاني ناجح – ومدعوم من القوى الدولية العظمى ،سيشكل دائماً نموذجاً وملهماً للاستمرار بالعمل على الانفصال ،واقامة الدولة الكوردية المستقبلية .
لكن ،وبعد ان أظهرت الاحداث ،ان اسرائيل ذاتها بدأت بالقلق على مصيرها ،وان كل ماخططت له وصنعته وسعت اليه ، لم يسجل نجاحاً استراتيجياً ،فلا الأمن الداخلي تحقق ،ولا التطبيع سار على مايرام ، لذا انكشف ظهرالبارزاني ومخططاته الانفصالية ،فهو بمشروعه لن يصل يوماً الى قوة اسرائيل ونفوذها وموقعها الجيو/سياسي ،ولا مروياتها الدينية /التوراتية، التي انعكس تأثيرها على ثقافة العالم ، لذا لاشك سيصاب البارزاني وحزبه ،بخيبة أمل كبيرة ،وهم يرون احلامهم تتقلص – بل وقد تتلاشى – فقد فاجأهم الطوفان وهم دون سفينة – ولانوح