نعيم الهاشمي الخفاجي ||
يقول الله عز وجل بالقرآن الكريم، {قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون}سورة الذاريات، معنى الخراصون الكذابون الذين يفترون على الناس،
قتل الخراصون في التفسير، لعن الكذابون. وقال ابن عباس، أي قتل المرتابون، الجلوس في مجالس هؤلاء لم تسمع منهم سوى الأكاذيب والافتراءات.
سابقا إذا كذب شخص بمجلس أو مقهى أو سوق، يسمعه بضع أشخاص أو عشرات وفي أعلى الحالات يسمعه عدة مئات من الأشخاص، بظل دخول الانترنت والبث الفضائي، اختلف الوضع، اذا مقدم برنامج بقناة الجزيرة مثل الكذاب فيصل القاسم أو الإخواني صديق أسامة بن لادن أحمد منصور عندما يكذب يشاهده عشرات ملايين المشاهدين وبغالبيتهم بسطاء فيمكن خداعهم، ويتم نشر الكراهية بين صفوفهم، ببساطة.
نعم البث الفضائي والانترنت قدم خدمات للبشرية، علمت البشر كل العلوم والمعارف وحتى طرق صنع الطعام والزراعة والبيع والشراء والتعليم، وأصبحت تقنية الاتصالات جزء مهم من حياة البشرية، لكن العرب أساءوا استخدام البث الفضائي ومواقع شبكات الانترنت بكل برامجها وتطبيقاتها، أصبحت القنوات الفضائية ومواقع التواصل لدى الجماهير العربية بشكل خاص، منابر لنشر الكراهية والكذب وخداع الناس، التكنولوجيا فرضت علينا نتحاور ونقرأ ونشاهد مقاطع فيديو لحثالات ومخلوقات بشرية فاقدة لشرف الخصومة والاختلاف، أصبح الجاهل والأحمق والمرتزق الذي تجده صاحب شهادة واستاذ جامعي تجده يتبع أساليب قذرة في الكذب والتدليس والافتراء على الشرفاء والمناضلين، والسائرين بطرق الحرية والسلام والانسانية.
تقدم المشهد الثقافي والإعلامي العربي فئات تمتهن الارتزاق والكذب يستطيع هؤلاء خداع غالبية الفئات العربية البسيطة والمغفلة والجاهلة.
دول الرجعية العربية رصدت مليارات الدولارات لعمل فيالق إعلامية مؤسسات متخصصة تحترف مهنة الكذب والعمل على صناعة رأي عام مضلل، وبطريقة تدليسية وباحترافية عالية الدقة.
الكذب والبهتان محرم بالديانات السماوية والوضعية، بل حتى غالبية المجتمعات البشرية ومنذ القدم تمقت الكذب والنفاق وتطمح المجتمعات المحترمة على نشر ثقافة الصدق ويفترض بالنخب المثقفة تكتب وتحلل وفق مبدأ شرف المهنة وصدق الكلمة، لكن بات الكذب والزيف السائد والطاغي على الإعلام العربي الجماهيري والشعبي.
للاسف مانراه أن مؤسسات أكاديمية عربية مرتبطة بدول الرجعية العربية ودول الاستعمار تضع خطط متقنة لنشر الأكاذيب للتأثير على السلوك الاجتماعي للمجتمعات العربية بشكل خاص.
عن الأمام علي (ع) قال، الناس ثلاثة فعالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق. ج2 ص178
وفي مكان آخر يقول الإمام علي (ع)، هم الذين إذا حضروا ضروا، وإذا غابوا نفعوا فسئل كيف ذلك، قال، إذا غابوا ذهب كل واحد إلى مهنته فاستفاد منه الناس.
وفي قول للإمام علي عليه السلام يقول، إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا ج2 ص 189.
المشكلة بالعالم العربي، أن البيئة المجتمعية العربية يغلب على اكثريتهم الجهل والسذاجة، لا يميزون بين الحق والباطل، بل مانراه عبارة عن قطعان أغنام تقاد من قبل راعي ماهر ذكي، اختار اكبر الخراف ليجعله مرتاع، ووضع عليه جرس آلة تنبيه، يوجه المرتاع، والقطيع يتبعه بكل سهولة.
مانراه دول الاستعمار، رسمت حدود للدول العربية، ودعمت أشخاص خونة عملاء ليكونوا ملوك ورؤساء وامراء وقادة وساسة، دربوا فيالق إعلامية تمتهن مهنة التدليس والكذب، أحداث حرب غزة الحالية، عرت الأنظمة العربية بشكل عام وأنظمة الرجعية العربية الخليجية بشكل خاص، الفيالق الإعلامية الخليجية يقولون، أن غضب الكثير من العرب على أنظمة الرجعية العربية الخليجية يعود، لأننا،( يجب أن نعي أننا محسودون بسبب صدق تنميتنا المستدامة على جميع الأصعدة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية والنجاح يولد الحسد والمؤامرات عند فئات عدة).
انتهى شر البلية مايضحك، ههههه وهل نحسد الأنظمة الديمقراطية الخليجية في التداول السلمي على السلطة، وحكم الدستور، الذي لم يعرف بدول البداوة الخليجية، الحمد لله كل شعوب العالم الغربي تعي أن أنظمة الرجعية العربية يحكمون بعقلية بدوية، وزيرة خارجية السويد السابقة، قالت هؤلاء يحكمون بعقلية القرون الوسطى بل وفق عقلية العصور الحجرية ونحن في الألفية الثالثة.
رؤوس الكذب والافتراء من قادة الفيالق الإعلامية العربية التي تمتهن مهنة التدليس والكذب والافتراء، واتباع أساليب قذرة بتشويه سمعة كل القوى الشريفة الرافضة للذل والانبطاح، على سبيل المثال كبير الكذابين والمفترين والمرتبط بمشاريع الاستعمار، لاظلال الجماهير العربية المرتزق فيصل القاسم، ذكرت كتب التاريخ، قصص اسطورية، منها قصة، سرير بروكرست، تنطبق عليه وعلى تفكير الإعلام العربي الكاذب، قصة سرير بروكرست، هي قصة أسطورية يونانية، تتمحور حول رجل حدّاد، كان يدعو الناس للمبيت عنده ثم يضعهم على سرير في بيته، فمن زاد طوله عن السرير، بترَ الزائد منه، و من كان أقصر، مدّ أطرافه حتى تتمزق، الشخص الوحيد الذي ينجو منه، هو الذي يناسب مقاس جسمه مقاس السرير،
لكن في الحقيقة هذه ليست أسطورة فقط ، بل واقع الكثير بل غالبية الإعلاميين العرب، وحواشي حكام دول الرجعية العربية، من شيوخ الدين الوهابي والعقليات البعثية الطائفية النتنة، للأسف، لديهم في أذهانهم هدف الافتراء والكذب على القوى الشيعية الشريفة الرافضة للانبطاح والتطبيع المجاني، فهؤلاء عقليتهم حكام وفيالق إعلامية ورجال دين يمتهنون الكذب، وفق عقلية سرير بروكرست، لان هؤلاء الاراذل لا يقبلون وجود ناس شرفاء اصحاب أراء ترفض الذل والانبطاح، لذلك يبادرون في تسخير قنواتهم الفضائية ومواقع وبرامج التواصل الاجتماعي للكذب والافتراء والتدليس بل وقلب الحقائق، وينسبون اشياء وصور قبيحة هم يتصورونها في مخيلتهم وليست على أرض الواقع، هذا السرير موجود في أذهان الفيالق الإعلامية التي تمتهن مهنة الكذب والتدليس والتضليل، وللأسف نحن دفعنا ثمناً باهضاً.
في الختام سخم الله وجوه من كانوا السبب لحرماني من العودة إلى قضاء ماتبقى من حياتي في بلدي العراق، للاسف انا شخصياً ظلمت من نظام البعث الساقط، وظلمت من النظام الحالي الحاكم الذي جاهدنا وناضلنا من أجل إسقاط نظام البعث ليصل هؤلاء الاخوة إلى سدة الحكم.