سميرة الموسوي
جهاد التبيين ؛ هو الدفاع عن الحق ضد الباطل بالقول أو بالكتابة وفي نية مؤمنة بالواجب الانساني ،وهو أيضا ؛ فضح التزييف والتحريف للحقائق وبأية وسيلة إعلامية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول أو بالكتابة وفي صميم إرادة جهادية تتمتع بخزين معرفي في كيفية الرد تحت إشتراط إحترام الرأي الاخر .
__ وكلمة التبيين وردت في القرآن الكريم عشرات المرات بين أصل ومشتق وبمعنى البلاغ أيضا.. وعلى وجه العموم فإن جهاد التبيين هو من أمضى الاسلحة التي نوجهها ضد أعدائنا دفاعا عن سلامة مجتمعاتنا العربية والاسلامية التي تواجه يوميا الحرب الناعمة ومحركات العولمة والفوضى الخلاقة وستراتيجيات تدمير الشعوب والحرب النفسية فضلا عن الحرب المركبة .
__ والمجاهد جهادا تبيينيا ،الواعي لما هو فيه من شرف الفعل المسؤول الجريء إنما هو يحرز ثواب المجاهدين عند الله تبارك وتعالى ،وهذا الجهاد التبييني المبارك لا يقوم مقام الجهاد القتالي ولكنه يصاحبه ويدعمه ،ممن لا يتمكنون من الفعل القتالي ضد الاعداء ويبقى هذا الجهاد متاحا للجميع .
__ وإذا أعِدنا دراسة سيرة الائمة الاطهار عليهم السلام فسنجد أنهم مارسوا هذا الجهاد وبأساليب ومستويات مختلفة ،فهو موجود ويُمارس ولكن دون عنوان محدد ولذلك فقد ذكره الامام الخميني رحمه الله خلال خطاباته ثم درسه الامام الخامنئي دام ظله وبلوره بتفصيل دقيق وأطلق عنوانه _ جهاد التبيين _ وأفتى به ( فرض عين ) ودعا الى العمل به( فورا ) ،ونجد ما ذكرناه مفصلا في كتاب صدر مؤخرا للسيد الخامنئي بعنوان ( جهاد التبيين) وقبله كتاب له أيضا بعنوان ( ٢٥٠ سنة من عمر الانسانية) .
__ وإزاء ما ذكرنا فإن جهاد التبيين يشكل وحده ثقافة متكاملة تؤثر تأثيرا بالغا في الثقافة العامة الانسانية .
__ وبما أن للثقافة مئات التعريفات ،وبالتالي لتعريف المثقف فقد وضعنا تعريفا إجرائيا نمضي به لتأكيد البيئة الثقافية لجهاد التبيين فقلنا أن الثقافة هي مجموعة المعارف المكتسبة الممتزجة بالامكانات الذاتية وتظهر في السلوك والمواقف الحياتية ،وبذلك فإن جهاد التبيين بحد ذاته ولما يحمله من دلالات ثقافية هو ركن أصيل في تكوين المثقف الحر الباسل ، وما دام المثقف حرا فينبغي للاحرار أن يكونوا بسلاء ،والباسل هو الشجاع الجريء ،شديد البأس ،غير الهياب ،والحقيقة أن هذا الجهاد فرصة للانسان لكي يفوز بثواب عظيم حين لا يملك غيره .
… فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى .
