جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

د.مسعود ناجي إدريس


سؤال:

ماذا فعل الشهيد سليماني وما هي صفاته في الحياة حتى قدموه كقدوة ومدرسة؟ لماذا عرف حياته ونهجه كمدرسة؟

جواب:

المقدمة

أحد المصطلحات المستخدمة في خطاب المرشد الأعلى لرسم خط الثورة هو مصطلح المدرسة. وتشير مدرسة سليماني إلى الأبعاد الشخصية للشهيد سليماني، والتي يمكن تقديمها كنموذج ناشط للمجتمع الإسلامي العالمي.

• الحضارة الإسلامية الجديدة

من القضايا المهمة التي تؤخذ بعين الاعتبار فيما يتعلق بحكم الإسلام في العالم، قضية الحضارة الإسلامية الحديثة.

في الواقع، يجب على المجتمع المسلم أن يهيئ نفسه لمستقبل النظام الإسلامي، وأن يضع الأساس لنشوئه. إن أبناء المجتمع يحتاجون إلى القدوة لتكوين حضارة إسلامية جديدة حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح في طريق الحضارة من خلال التمسك بهذه القدوة. إن التعريف بأسلوب حياة الحاج قاسم سليماني لم يكن فردياً بل أيضاً كمدرسة بهدف خلق قدوة لتحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة. وعندما يتم تقديم شخص من نفس الشعب ومن قلب هذا المجتمع إلى الناس كقدوة، فإن دافع الآخرين لاتباعه والسير في طريقه سيزداد. مدرسة سليماني ليست مجرد مدرسة سياسية، بل مدرسة تعليمية لأن فكره أثر في رؤية الناس ومواقفهم وأسلوبهم ويعطي التوجيه لتصرفاتهم.

•شخصية مؤثرة

ما جعل القيادة تتخذ خط سليماني كمدرسة هو المكونات الكثيرة التي اجتمعت في وجود هذا الشهيد النبيل. وفي الواقع فإن تشكيل حضارة إسلامية جديدة يحتاج إلى قدوة، والقدوة تتطلب أيضاً خصائص تتجلى في حضور الشهيد سليماني كشخصية مؤثرة.

• مكونات الشخصية

إذا أردنا أن نفحص شخصية الشهيد سليماني، علينا أن ننتبه جيداً إلى ثلاثة مبادئ أساسية في منطقه :

1. مبدأ المعرفة والفهم (البصيرة)

المبدأ الأول هو مبدأ المعرفة والفهم، بمعنى أن الشهيد سليماني قد وصل إلى معرفة عميقة بنفسه والله والمجتمع والعالم ، وهذه المعرفة هي التي صنعت مدرسة من فكره. إن إيمان الشهيد سليماني بالله جعله يتخذ التوحيد معياراً لكل شؤونه، ويضبط عقارب الساعة لكل نشاطاته الشخصية والاجتماعية والسياسية والعسكرية على عقرب الآخرة والقيامة.

٢. مبدأ الدافع الإلهي (الدوافع)

أي لون يقبله الله لن يكون عديم اللون أبدًا. وهذا شرع إلهي، بمعنى أن الإنسان إذا سار على الطريق الإلهي وعمل بإخلاص وليس له هدف آخر سوى الحصول على رضوان الله، فإنه سيستمر؛ ولذلك يمكن اعتبار المكون الثاني لأبعاد شخصية الشهيد سليماني هو الدافع الإلهي له. بمعنى آخر، أعطى العلم والمعرفة صبغة إلهية ولم يخطو على هذا الطريق إلا لنيل رضوان الله.

الإخلاص هو إحدى السمات البارزة والمهمة لدى الشهيد سليماني، ويمكن القول بجرأة إن ما يؤدي إلى بقاء الشهيد في الوقت الحاضر وللأجيال القادمة هو وجود الإخلاص في أقواله وأفعاله. وقد روي عن النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم: «اِنَّ لِکُلِّ حَقٍّ حَقیقَهُ و ما بلغَ عبدٌ حقیقهَ الاْخلاصِ حَتّی لا یُحِبُّ أَنْ یُحَمد عَلی شَی ءٍ مِنْ عَمَلِه»؛ لم يتخذ الشهيد سليماني خطوات إلا لإرضاء الله، وفي مسيرته نحو الكمال .

3. مبدأ الفعل والسلوك (الفعل)

من المكونات الأخرى لشخصية الشهيد بعده العملي والسلوكي والنضالي، وهو نتيجة الجمع بين المعرفة والدافعية. ويمكن النظر إلى الروح الجهادية والثورية والالتزام العملي بالدين كأمثلة على هذا العنصر.

مجاهد

كان أسلوب الشهيد سليماني الذي اختاره لحياته هو الحياة الجهادية. بالنسبة للشهيد، فإن كونه مجاهدًا لا يعني فقط التواجد على جبهات الحرب، ولكن باختياره أسلوب الحياة هذا، فقد وفر الأساس لنموه الشخصي وكماله وازدهرت مواهبه الروحية. لقد آمن الشهيد سليماني أنه لكي يتم قبوله في باب الله، يجب على المرء أن يجتهد ويمارس الجهاد المستمر، ولهذا السبب فتح جهاده المستمر على جميع المجالات، بما في ذلك ساحة المعركة وسياق الحياة.

الانتظار والمظهر

يمكن اعتبار الثورة الإسلامية أحد الاستعدادات للثورة العالمية لحضرة ولي العصر (عج). وفي الواقع، لا يعتبر الانتظار عند الشيعة مجرد مسألة عاطفية، ولكن معنى الانتظار في النظرة الشيعية هو الانتظار الديناميكي، وهو أكبر حافز اجتماعي لتحقيق القيم ومحاربة القيم المضادة. أحد أبعاد وجود الشهيد سليماني هو تجسيد موضوع ديناميكيات الانتظار. والحقيقة أن الإيمان الصحيح بثقافة الانتظار أدى بهذا الشهيد النبيل إلى تحويل اعتقاده وموقفه من الانتظار من عقله وقلبه إلى عرف وسلوك، ولهذا السبب استخدم استراتيجية المقاومة لتعزيز إيمانه بالانتظار.

لقد رأى الشهيد سليماني أنه بتعميق المقاومة يمكن تحقيق الانتظار الصحيح، ولهذا السبب تم الترحيب بالانتظار من خلال النضال والمثابرة. إن ربط الانتظار بالمقاومة هو أحد أهم جوانب وجود الشهيد سليماني، وهو ما جعل منه مدرسة.

المكونات الأخرى

ومن المكونات الأخرى التي تتجلى في شخصية الشهيد سليماني وتوضح ضرورة النظر إلى فكره من وجهة نظر مدرسية يمكن ذكره بما يلي:

– معرفة الاعداء والصراع معهم.

– عدم الثقة في الأعداء.

– اعتبر خدمة الناس وسيلة للتقرب إلى الله.

– التعامل مع الظلم و عدم وجود العدالة.

– الولاية والثقة في ولي الأمر الإلهي ومكانته.

-تهذيب النفس.

– تقوية السلطة في المجالات العسكرية .

– تهيئة الذات والمجتمع لتحقيق الحكم المهدوي.

– الامل بالنصر الإلهي.

– التوجه القيمي والتوجه المبدأي.

– طلب الاستشهاد.

-حياة بسيطة.

– اعطاء الواجبات وتادية الواجبات

النتيجة:

عندما يكون أداء الشخص خارج نطاق الفردية ويؤثر على أداء الآخرين، يصبح مدرسة؛ ولذلك فإن مدرسة سليماني لا تقتصر على معرفة الشخص فحسب، بل تركز على الاهتمامات والمثل التي غرزت في وجود هذه الشخصية وجعلت منه شخصية عالمية.

إننا في خلق الحضارة الإسلامية الجديدة نحتاج إلى نظام يقوم على أسس الدين؛ ولذلك، كلما كان الإنسان راسخاً في الإيمان، كلما كان أكثر نشاطاً في المجتمع، لأنه يشعر بمسؤولية أكبر، وهذا سيساعد على تنظيم المجتمع وتعزيز الحضارة الإسلامية الجديدة. وبسبب شخصيته الناشطة، تجاوز الشهيد سليماني الكلمات ولم يتحرك إلا على أساس العمل، وهذه جعلته خالدًا ليس فقط في الحاضر، بل في المستقبل أيضا.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال