محمود الهاشمي
فيما تجري الانتخابات الرئاسية في مصر ،يكون المواطن المصري في مراجعة
لواقعه ،حيث بطنه الخاوية وجيبه الخالي
واسرته الحائرة في امر معيشتها ومسكنه
المشيد وسط مقابر الموتى ،وبلده الغارق بالديون الى انفه .
مجرد نظرة الى سطور الناخبين وهم في الطريق الى مبنى بسيط البناء بعنوان
(مركز انتخابي )ترى على وجوههم تعب الايام واسئلة حائرة لاتستوعبها ورقة الانتخاب ولا ما سوف يُكتب عليها .
مصر المدانة (165)مليار دولار
،المستحقة منها الان (42)مليار دولار ،فيما التضخم يوقع بعملتها وباسواقها تجري بها انتخابات رئاسية
فارسها الاول والاخير (عبد الفتاح السيسي )
والجميع ذاهب لينتخب (الرئيس الاوحد )
ومن سواه (فالص)!
سينتخبون شخصا انتخبته (امريكا )لهم منذ عام 2006 كما جاء في التقرير السنوي لكلية الحرب الاميركية عام 2006(أنه على خلاف ما يظهر عليه الفريق أول عبد الفتاح السيسي في الصور اليوم بملابسه العسكرية الأنيقة التي تزينها النياشين، يبين الكتاب السنوي لكلية الحرب الأمريكية صورة الضابط الذي سيمسك بزمام السلطة في مصر يومًا ما مبتسمًا في حفل ببلدة صغيرة في بنسلفانيا وهو يبدو مسترخيًا ومرتديًا قميص بولو أصفر اللون)
كانت مهمته حال استلامه السلطة ان يقضي على (الاخوان المسلمين )،وان يغرق مصر بالديون حتى لايتورط زعيم اخر بالسلطة من بعده .!
القنوات والمنصات الاعلامية المصرية تهتف للسيسي ليل نهار ،وبمنهج اعلامي (مج) كنا قد غادرناه من فترة الزعامات (الاوحدية )،حتى ان صوره لم تقف في حدود مصر بل حتى قوافل المساعدات التي تدخل غزة رغم تنوع مصادرها عليها صور كبيرة على طول الشاحنة وعرضها .
السيسي اسوة بكل الزعامات الدكتاتورية
لم يتأخر عند استلامه مقاليد السلطة ان يذهب للدستور المصري ويلوي عنقه حيث يشاء ،بان انهى ان الرئيس لايجوز له ان يحكم لدورتين بان جعلها ثلاثاً ،وبدلا من الحكم اربع سنوات جعلها (6)سنوات وبذا سيحكم حتى ان تتدهور صحته فهو من مواليد 1954 وبعد ست سنوات سيصبح
(75) عاما ليغدو عاجزا وحتما سيدفع بابنه
من بعده اسوة بكل الذين حكموا من بعده ويحكمون بان تتحول الحكومات اقطاعية لهم ولاحفادهم ..!
مصر يحكمها (الجيش) والاخير راتبه يتلقاه من الدعم الاميركي -مليار ونصف المليار دولار -مقابل ان يحافظوا على حكم السيسي وعلى احكام القبضة على الشارع ويمتلكون صلاحيات واسعة .
استطاع( السيسي) ان يميت عصب الحيوية لدى شعب مصر بشكل تدريجي فجعلهم بين فارٍ بجلده بحثا عن الخلاص
او الرزق خارج ارضه وبين مستسلم لقدره
في يوميات معقدة .
لذا حين اشتعلت حرب غزة (معركة الطوفان )استطاع ان يخنق ارادة الشعب
وان يختصر (المشاركة ) في حدود (معبر رفح )وان يبقى يناور ويخلط الاوراق حتى اللحظة يساعده فريق اعلامي محترف
وانتهازي ،اقل مااستطاع ان يفعله بانه يشيع ،بان (حماس ورطت شعب بمعركة (غير متكافئة ).!لاننسى ان غزة لامنفذ لها سوى مجموعة انفاق مع مصر تم اغراقها
بالكامل بماء البحر ومياه المجاري .
هذا اليوم شاهدت ابناء المحافظات الفقيرة (بني سويف والسوهاج )وهم بملابسهم البسيطة جدا وصغارهم من حولهم يقفون عند مركز انتخابي ،لينتخبوا السيسي (حتما) علما ان ابناء هذين المحافظتين يعانون من الفقر والفاقة وشيوع العشوائيات !!وفي بلد فيه اصلا
من هم دون مستوى الفقر بنسبة (60)% !
ماعادت الانتخابات لها معنى بل اصبحت
(مخيفة )نتائجها للشعوب فصندوق الاقتراع الذي كانت تعول عليه الشعوب بات ياتي بالمجانين والرثاثة من مصطفى الكاظمي بالعراق الى ترامب في امريكا
الى زيلنسكي باوكرانيا الى ميلي بالارجنتين الى فيلدرز بهولندا الخ .
استطاعت الولايات المتحدة ان (تنهك)الشعوب وتخلط عليها الاوراق وتوصلهم الى المرحلة (الضبابية )
عبر سلسلة من الاجراءات منها شيوع الفساد والفقر والبطالة والتشكيك حتى بالمقدسات ثم يكونون قد (صنّعوا )لهم
(دمية) اشبه بالروبوت يحركونها كيفما يشاؤون فيبدأ المواطن -احيانا-بالذهاب الى (خيارات )غريبة اشبه ب(اليانصيب)
فمثلا ان شخصية (فايق الشيخ )ذميمة
لكن ليس غريبا ان نجد من (يمتدحه)
ثأرا للواقع المريب المضبب ،وقد ينتخبه يوما .اا
