جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

مازن الولائي

في حكايات البئر وتغزّل أهل الأقلام به واعتماد هذا التشبيه المعبّر عن حاجة كل منا الى منْ يسمعه دون خوف الخذلال والفضائح! لأن ما يمر به الإنسان مرات من وجع في مناحي شتى روحية، وعاطفية، ومادية، ومعنوية، يحتاج مع خوف حامل الأسرار التي تشبه عند البعض ذلك القيح المعرقل لجريان الدم مما يبدّل نبض القلب إلى نبض ألم مع كل نبضة!

فلا علاج إلا الشكوى والبوح، وتلك على درجات هناك من يشكو همه وما يعصف به لخالقه لقدرة وقناعة وصل إليها، وآخرون يروّن البوح لمن يثقون به أمر حتمي، مع ما يحمل ذلك من خطورة في أحيان كثيرة، فيدور الإنسان يبحث عن بئر لا راعي أغنام يمر منه ولا ينبت به القصب خشية أن يصنع منها الراعي مزمارا فيعزف ما ألقي في البئر من أسرار!

ولكن يبقى بئر أعمق وأكثر أمان هو بئر “المؤمن” الذي يعي فلسفة الحديث الذي يقول: “المجالس أمانات” أي كل ما يدور في المجلس خاصة منها المجلس “الخاص” هو أمانة قد تعّريضها للغير ولو بنسبة ولو تلويحا أو تصريحا يكون الإنسان قد أخل بشروط الإيمان المعنوي والأخلاقي! لكن الواقفون على حدود فلسفة حفظ أسرار الناس طوبى لهم وحسن مآب، وهم يعاهدون الله في نسيان ما سمعوه أو حمّلوه على شكل أسرار في بئر لا قرار لها ..

ولذا أودع يوسف في القعر، لأنه سر صانه ثغر ذلك البئر..


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال