ايمن عبد عون
يشكل الطلبة الجامعيين، الفئة الشبابية الأكثر أهمية في معظم دول العالم، كونهم يمثلون النواة الأكثر طموحاً، والتي دائماً ما يُعول عليهم بالتغيير الاجتماعي من جهة، وإسهامهم في تطوير المؤسسات بعد تخرجهم من جهة اخرى.
شهد العراق منذ عقد الخمسينات وما بعده حراك سياسي واسع بين تياراته السياسية آنذاك (الاسلامية، والشيوعية، والقومية)، إذ شهد العراق خلال تلك المدة ما يمكن ان نُعبر عنه بـ(تزاحم الافكار) السياسية والفكرية خلال تياراته الثلاث، جسد خلالها طلبة الجامعات، أسمى حالات الوعي الثقافي والفكري، فكانوا يتنافسون فيما بينهم على مطالعة الكتب والمجلات ومتابعة الاحداث السياسية، التي تشكل مادة حوارية في حلقاتهم واجتماعاتهم، وكانت الاحزاب تتسابق على كسب ود الطلبة ومحاولة اقناعهم بالانضمام إليها، حتى ان البعض من الطلبة كان قد شغل مراكز قيادية حزبية وهو لم يكن قد تخرج من جامعته بعد.
مما تقدم فالمسؤولية التي تُلقى اليوم على شريحة الطلبة الجامعيين، مسؤولية كبيرة تُحتم عليهم إدراكها، وطبيعة مساحتهم المجتمعية، والتي يمكن تعزيزها بالتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات، وبكل تأكيد انهم قادرين على إحداث التغيير نحو الافضل من خلال مشاركتهم الفاعلة في الانتخابات.
الذين يرتدون اللباس الابيض، ويتطلعون لغدٍ مشرق، عليهم ان يسهموا بإزالة السواد الذي رافق واقعنا السياسي والإداري، وان يكونوا فاعليين من خلال اختيار المرشح الذي يتمتع بالكفاءة والنزاهة، وعدم الانسياق وراء دعوات المقاطعة التي لا فائدة منها، بل قد تكون سلبية كونها ستُتيح للفاسدين وجمهورهم التسلق لمواقع الدولة الرقابية من جديد وبشكل أسهل.
