جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

محمود الهاشمي

قد يبدو خيار المقاومة هو الاصعب في اي معادلة بالحياة ،لان المقاومة تعني السلاح وتعني التدريب والمواظبة والمراقبة والتعب وفراق الاحبة وصولا الى الشهادة .

ان جميع الذين اختاروا (طريق المقاومة )لم يكن خيارهم الاول ،فالانسان يميل الى الراحة والاستقرار والاستفادة من مباهج الحياة دون المساس بقيمه وبحرية الاخرين .

ان (طريق المقاومة )يعني (طريق الشهادة )لذا فان الذين خطوا هذا الطريق يدركون مخاطره ويضعون في حسبانهم

(الموت )!

ان الله سبحانه وتعالى عندما جعل منزلة الشهداء عظيمة ،عرفانا بالتضحيات التي قدموها قال عزّ وجلّ : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } فالشهادة رتبة عالية ليس فوقها رتبة ، يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) في حديثه : ( فوق اكلّ برّ برّ حتى يُقتل الرجل في سبيل الله ، فاذا قُتل في سبيل الله عزّ وجلّ فليس فوقه برّ ) .

وبالقدر الذي عظم الله سبحانه وتعالى الشهيد كذلك تعظمه الاديان الاخرى والعقائد الوضعية حيث تقام لابطال التحرير النصب والتماثيل ،وتوضع فيهم المؤلفات والفنون للتذكير والتعظيم ،فيما يتولى الادباء والشعراء نظم القصائد فيهم .

لايستطيع احد ان يوقف ماكنة الاعتداءات

سوى الفردية او الدولية ،فقلما نجد امة لم تجرب حظها في مهاجمة الشعوب الاخرى

وممارسة مهنة القتل والتدمير والحرق والنهب تحت حجج شتى ،ربما امبراطورية الصين التي اكتفت بالدفاع عن نفسها على مدى عمرها بالوجود .

حتما هذه (الاعتداءات )تكون لها ردة فعل داخلية ،فالشعوب ترفض العبودية وتبحث عن الحرية والسيادة والاستقلال وهولاء الذين يرفضون الذل ويرفعون سلاحهم بوجهم الظلم ليسوا اناسا عاديين ،لان مواجهة القتلة والظالمين قد تؤدي بصاحبها الى الموت

وربما مايزال في مقبل حياته ..

المعادلة (الصعبة )بين ان يقبل المرء الذل والهوان وبين المواجهة والمقاومة ..!

ان الذين كانوا سببا في تحرير شعوبهم

من الاستعمار والتبعية وخاضوا الكفاح

والمقاومة سواء نالوا الشهادة او استمروا بالحياة ،فتضحياتهم موثقة في ضمير الامة والعالم اجمع ..

الامام الحسين (ع)استشهد وهو في عمر ال(58)عاما ،ولو قبل (الرضوخ )-لاسمح الله -فربما لايعيش اكثر من خمس سنوات كما هو عهد اجداده ،لكنه ضحى بخمس سنوات وكسب الخلود والبقاء .

وفقا لذلك ،دعونا نتوقف عند معركة الطوفان والحرب على اهل غزة .

ماذا نسمي هذا (الصمود )لشعب غزة ؟

العالم (يتفرج )على مقاتلهم وهم يموتون امام اعين الجميع ،لكن العالم في خنوع امام سطوة الحاكمين .!

هل سمع او شاهد احدنا ان امراة او رجلا

او طفلا اشتكى من قسوة الظروف التي يعيشونها تحت وطاة القتل والحصار والجوع والبرد والتشريد .!؟

غزة تغطيها مئات وسائل الاعلام ،فلماذا اختفت الشكوى عند اهلها ؟

والسؤال الاخر ؛-لماذا لايستسلم المقاومون في غزة ؟بامكانهم ان يقولوا (من اجل سلامة شعب غزة صغارها وكبارها ونساؤها ومرضاها وشيوخها

وسلامة اهلها هاكم نحن المطلوبون لكم

ودعوا الاخرين) ؟

لماذا لم يستسلم الامام الحسين ع من قبل ولماذا لم يستسلم قادة فيتنام المقاومين ويوليفار ولماذا لم يستسلم عمر المختار وعبد القادر الجزائري وغيرهم ؟

الاميركان قتلوا ثلاثة ملايين مواطن فيتنامي

ولم يستسلم الشعب ولاالقادة .

معادلة لابد للامم ان تفهمها (الذل والموت يتساويان )فالمرء الذي يعيش بذلة وهوان اشبه بالميت وان لبس الحرير

وعاش في رفاه ،لان اكبر من ذلك (الكرامة ) يقول المتنبي

(عش عزيزا او مت وانت كريم ..بين طعن القنا وخفق البنود )اذن العيش = العزة )

او لاقيمة له ..وليس عجيبا ان العشرات من الابطال فضلوا الاعدام على ان لايوقعوا

على التنازل عن عقائدهم .!

الملك محمد بن سلمان ينام على فراش وثير وياكل مايشاء من الطعام ويحكم دولة

هي الاكبر مساحة بالوطن العربي وبتعداد سكاني يصل ل(25)نسمة ،ولديه من الاملاك والمال والقصور والنساء والجواري

مايعجز عن عده احد ،لكن هو في قاموس

الرجال (جبان )وطيع تحت امرة اسياده الاميركان ..فماقيمة ملكه !؟

المرء يساوي الكرامة ودون ذلك فهو ميت .!

السياقات اعلاه تدلنا ان خيارنا الوحيد في مواجهة اعدائنا هو (طريق المقاومة )

نعم ليس خيارا سهلا ان نواجه امريكا بكل خيلائها وجبروتها وقوتها واقتصادها وسلاحها ،ولكن الخيار الثاني (المذلة ).

يؤكد التاريخ ان نساء الكوفة بعد مقتل الامام الحسين ع طردن ازواجهن من المنازل حتى يثأروا لدم الحسين ع

وشتمنهم لانهم لم ينصروه ،فكانت ثورة التوابين وماتلتها من ثورات !!

لقد عقل التوابون ارجلهم حتى لايفروا من ساحة المعركة ،فقتل اغلبهم ،على أن لايبقوا في دائرة (المذلة )والهوان .

وافضل من مثل هذا الموقف بكل جلاء

حتى بات للناس سنة ماجاء على لسان الامام الحسين ع في واقعة كربلاء حين وضعه عبيد الله بن زياد بين امرين الحرب او المذلة موضحاً خياره: (( وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)

يقول احد كبار الروائيين بعد اعتقاله

لمدة سنتين ثم اطلاق سراحه بعد ان وقع على البراءة من الحزب الذي ينتمي له

(شعرت بعد اطلاق سراحي بسبب البراءة

ان الحياة باتت سجنا كبيرا لي ،وان حريتي حيث كنت في السجن )!

اذن عندما اخترنا (المقاومة )في الصراع مع الصهاينة وامريكا والدواعش ،حرصا على ديننا وقيمنا وكرامتنا وعزتنا ،ودون ذلك الموت اولى .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال