جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف منذ فترة طويلة وأنا منشغل بالدعاء وقراءة القرآن ولكن لم يستجب لي أي من دعواتي وحاجاتي، فما هو سبب ذلك؟

منذ فترة طويلة وأنا منشغل بالدعاء وقراءة القرآن ولكن لم يستجب لي أي من دعواتي وحاجاتي، فما هو سبب ذلك؟

حجم الخط


د.مسعود ناجي إدريس

 يمكن أن يكون لدعوات الإنسان التي لم يستجاب لها أسباب مختلفة.

(رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) أَنَّهُ خَطَبَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ خُطْبَةً بَلِيغَةً فَقَالَ فِي آخِرِهَا: (أَيُّهَا النَّاسُ سَبْعُ مَصَائِبَ عِظَامٍ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا عَالِمٌ زَلَّ، وَعَابِدٌ مَلَّ، وَمُؤْمِنٌ خَلَّ، وَمُؤْتَمَنٌ غَلَّ، وَغَنِيٌّ أَقَلَّ، وَعَزِيزٌ ذَلَّ، وَفَقِيرٌ اعْتَلَّ).

فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَنْتَ الْقِبْلَةُ إِذَا مَا ضَلَلْنَا وَالنُّورُ إِذَا مَا أَظْلَمْنَا، وَلَكِنْ نَسْأَلُكَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فَمَا بَالُنَا نَدْعُو فَلَا يُجَابُ؟!

قَالَ (عليه السلام): (إِنَّ قُلُوبَكُمْ خَانَتْ بِثَمَانِ خِصَالٍ:

أَوَّلُهَا: أَنَّكُمْ عَرَفْتُمُ اللَّهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْكُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُمْ مَعْرِفَتُكُمْ شَيْئاً.

وَالثَّانِيَةُ: أَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُمْ سُنَّتَهُ وَأَمَتُّمْ شَرِيعَتَهُ فَأَيْنَ ثَمَرَةُ إِيمَانِكُمْ.

وَالثَّالِثَةُ: أَنَّكُمْ قَرَأْتُمْ كِتَابَهُ الْمُنْزَلَ عَلَيْكُمْ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُمْ.

وَالرَّابِعَةُ: أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ وَأَنْتُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَقْدَمُونَ إِلَيْهَا بِمَعَاصِيكُمْ فَأَيْنَ خَوْفُكُمْ.

وَالْخَامِسَةُ: أَنَّكُمْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ تَرْغَبُونَ فِي الْجَنَّةِ وَأَنْتُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ تَفْعَلُونَ مَا يُبَاعِدُكُمْ مِنْهَا فَأَيْنَ رَغْبَتُكُمْ فِيهَا.

وَالسَّادِسَةُ: أَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ نِعْمَةَ الْمَوْلَى وَلَمْ تَشْكُرُوا عَلَيْهَا.

وَالسَّابِعَةُ: أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِعَدَاوَةِ الشَّيْطَانِ وَقَالَ إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا فَعَادَيْتُمُوهُ بِلَا قَوْلٍ وَوَالَيْتُمُوهُ بِلَا مُخَالَفَةٍ.

وَالثَّامِنَةُ: أَنَّكُمْ جَعَلْتُمْ عُيُوبَ النَّاسِ نُصْبَ عُيُونِكُمْ وَعُيُوبَكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُمْ أَحَقُّ باللَّوْمِ مِنْهُ.

فَأَيُّ دُعَاءٍ يُسْتَجَابُ لَكُمْ مَعَ هَذَا وَقَدْ سَدَدْتُمْ أَبْوَابَهُ وَطُرُقَهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَكُمْ وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَكُمْ دُعَاءَكُمْ).(العلامه المجلسی، بحارالانوار،(ص) ٣٧٦ و ۳۷۷)

طرق الدعاء من منظور الامام الصادق (علیه السلام):

جاء رجل إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال : آيتان في القرآن لا أعرف معناهما، أحداهما قوله تعالى : )ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (فاني مهما دعوت لم يستجب لي، فقال عليه السلام: إن الله لا يخلف وعده، ولكن للدعاء طريق وطريقه أن تبتعد عن الذنوب .».

سأل ذلك الشخص: ما هي الطرق:؟ قال: «اغتسل غسل التوبة وتوضأ، ثم صل أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، والتوحيد ثلاث مرات، وسورة الناس مرة، والفلق مرة. بعد أن تصلي ردد سبعين مرة "استغفر الله واتوب اليه" وبعد ذلك قل سبع مرات "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي) وقل: یا َعزیزُ یا غَفّار اِغْفِر لی ذُنُوبی و ذُنوبَ جَمیعِ المُؤمنینَ و المُؤمنات، فَاِنَّهُ لایغْفِرُ الذُّنوبَ اِلا اَنْت.»(رسالة «لقاءالله»، میرزا جواد التبریزی، انتشارات آل علی،(ص) ۱۱۹.) أولا تعظم الله وتثني عليه ما استطعت، ثم تصلي على النبي وآله، وتسلم على أئمة الهدى، ثم تحسب نعمة الله على نفسك واشكره عليها وقل يا رب لك الحمد والشكر. ثم تعترف بخطاياك ومعاصيك واحدة تلو الأخرى وتتوب إلى الله من جميع ذنوبك و تقرر عدم ارتكاب المعصية مجددا. وتردد من باب الندم وصدق النية والطهارة وخوفاً ورجاء بعد الاستغفار : اَللهُمَّ اِنّی أعْتَذِرُ اِلَیکَ مِنْ ذُنُوبی وَ اَسْتَغْفِرُکَ وَ أتوبُ اِلَیکَ فَأعِنّی عَلی طاعَتِکَ وَ وَفِّقْنی لِما اَوْجَبْتَ عَلَی مِنْ کُلِّ ما یرضیکَ فَاِنّی لَمْ أرَ أحَداً بَلَغَ شَیئاً مِنْ طاعَتِکَ اِلّا بِنِعْمَتِکَ عَلَیهِ قَبْلَ طاعَتِک، فَأنْعِمْ عَلَی بِنِعْمَةٍ أنالُ بِهِ رِضوانَکَ وَ الْجَنَّةَ. 

وبعد مراعاة هذه المستويات، اطلب حاجتك، برجاء أن لا يخيب الله ظنك ويقضيها..(سید بن طاوس، فلاح السائل، دفتر تبلیغات اسلامی حوزۀ علمیۀ قم،(ص) ۳۸ و ۳۹.)

بعض الملاحظات:

١- في بعض الأحيان، رغم اتمام شروط الدعاء، لا يستجاب الدعاء، لأنه ليس في مصلحتنا، أي أننا نطلب شيئاً ليس في مصلحتنا، مع أننا نعتقد أنه في مصلحتنا..(البقرة ، ٢١٦.)

۲ -في بعض الأحيان يستجاب الدعاء، ولكن بسبب بعض الظروف، يتأخر تحقيقه العملي، وقد يستغرق تحقيقه عدة سنوات.

۳ -روي في بعض الروايات أن الله إذا أحب عبداً أخر إجابة دعوته، ليلح عليه بالدعاء .

٤- أحيانًا يكون تحقيق دعواتنا مشروطًا برغبات الآخرين، ولا يجبر الله الآخرين على فعل شيء ضد رغبتهم من أجل إجابة دعواتنا.

٥- في الوضع الطبيعي فإن الجهود العملية التي يبذلها الإنسان وما يصاحبه من ظروف الحياة الطبيعية تؤثر أيضاً في إجابة الدعاء.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال