رياض الفرطوسي ||
هناك تراجع واضح في مستوى الاخلاق والثقافة قياسا الى الازمنة السابقة . نعتقد ان من يتصدون للاعلام سواء من تم تنصيبهم في مواقع اعلامية بارزة ام من حشر نفسه في مهنة الالام واصبح يعتقد انه محلل وصحفي ومعلق وخبير اعلامي ومقدم برامج البرامج . بعضهم له حضور اعلامي في مواقع التواصل والفضائيات ولكن من دون خلفيات اعلامية رصينة . وقد اثر هؤلاء على الاعلام تأثيرا سلبيا في واقعنا الراهن . ثمة اسباب مختلفة تقف خلف هذه الظاهرة وهي ان السوشل ميديا جعلت بعض الناس بدل ان يكون متلق ( مُستقبل ) للمعلومة اصبح مرسلا وصانع محتوى . وجد هؤلاء ان لهم عددا كبيرا من المتلقين ‘ فأخذوا يعملون لصناعة محتوى ولكن من دون تدريب وعلم ودراية وثقافة وخطط واضحة ( ومن لا يخطط يفشل ) . مع الوقت تحول الكثير من هؤلاء الى صناع رأي وهنا تكمن الخطورة . من البديهيات ان يكون صانع المحتوى شخصا يتمتع بأحترافية واضحة وموهبة ولديه ذاكرة علمية ودراسية ويمتلك القدرة على قيادة دفة الرأي العام والتاثير فيه حينها يمكن ان يعمل على ازاحة كل الظواهر السلبية التي وجدت نفسها في مواقع صناعة الرأي وهي اساسا ليست مؤهلة على مستوى اخلاقي ومعرفي وسلوكي للقيام بمثل هذا الدور .