جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف إصبع على الجرح .. مفردات قاسية لكنها الحقيقة..!

إصبع على الجرح .. مفردات قاسية لكنها الحقيقة..!

حجم الخط

 

منهل عبدالأمير المرشدي ||


من حيث نعلم ولا نعلم او نقّر ونعترف او لا نقّر ولا نعترف فنحن في زمن الإختبار الأكبر والإمتحان العاجل في الزمن العاجل بساعاته وأيامه وسنينه . لم نعد نتذكر ما أكلنا وما شربنا وما قمنا به بما قبل الأمس اوربما في الأمس اوحتى في صباح يوم وانت في المساء . الغالب الأعم من الناس تعيش حالة السهو والنسيان وميتافيزقية مايريد ولا يريد. كأن الكل قد سلّم واستسلم واذعن الى هوى النفس ومستنقع المادية الصرف بما كسب او يكسب وما خسر او يخسر رهينا للكم والرقم سواء اكان غنيا او فقير . غالبا ام مغلوب . حاكما ام محكوم . الكل يلهث الى اللانهاية التي تؤدي به الى النهاية المحتومة شاء أم أبى . قست القلوب الى ما فوق القسوة وتمادت في الجسارة والوقاحة الى ما بعد الحقارة والنذالة. من حيث نعلم ولا نعلم غدونا أسوأ ما شهد مسرح الحياة في هذه المعمورة على مر القرون الفائته . نرى الجموع كل الجموع ممثلين بائسين فاشلين يؤدون أسخف الأدوار ويقبلون بأسوأ ما يمكن ان يقبل به ممثل أيا كان ومهما كانت ضحالته وهزالته ودنّو مستواه من ادوار يندى لها الجبين وتخجل من امثالها حتى البغايا وارباب الفسق المعتاد في الزمن الرتيب . فساد فساد فساد في الضمير وفي السريرة وفي النوايا وفي العمل . رياء في كل شيء في اللكنة واللهجة والكلام والتحية والسلام .


حتى السلام . ماذا نرتجي في أمة فقدت اسمى ثوابت الوجود من الصدق الى العفّة والحياء . الكل يكذب على الكل والكل يعلم بان الكل يكذبون . امسى الحياء سلعة نادرة مفقودة وسعيد الحظ من يحظى بمن لديه شيء من العقة اويخجل او يستحي . العيون تحكي بما يخبف ويبعث على الريبة واللسان ينطق بما لا يحتويه القلب ولا يدري به . لست مبالغا او مسرفا في الوصف ومستعدا للمباهلة والنقاش والجدال بالحجة والدليل والبرهان من دون ان نبتعد عن ابناء جلدتنا فحجتنا ودليلنا منا وفينا بالملموس والمحسوس والمسموع والمرئي والشاهد والمشهود .


لم نعد نرجوا اونترجى ونأمل اونتأمل شيئا من رحمة تنجينا او لطفا يعتني بنا فالكل يدري انهم لم يعودوا اهلا للرحمة او في ادنى حالات استحقاق اللطف فقد أمست الفجوة واسعة كبيرة بعيدة مع الرحمن اللطيف . من حيث نعلم او لا نعلم صرنا في مستنقع كل ذلك وذلك بعض الذي غدونا به . خنث وتخنث وسفالة وانحطاط إلا ما رحم ربي . ليس هذا فحسب فقد إرتهن القوم عقولهم وسلّموا امورهم الى اهواء الدنيا الدنية وأرباب الفساد وسرّاق البلاد والعباد والكل فاقد للحيلة معدوم القوة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .


اخيرا وليس اخرا اقول وعلى مسؤوليتي الشخصية وانا بكامل قواي العقلية ومما رأيت وسمعت وعرفت وعلمت اننا لم يعد من حقنا ان ندعوا الله بشيء من الرحمة والعفو فنحن لا نستحق شيئا منها وقد فقدنا اسبابها ومسبباتها رغم ان الله يعطي من يستحق ومن لا يستحق وهو ارحم الراحمين .


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال