د٠ رعد هادي جبارة ||
الصيام و الصوم
أن القرآن الكريم ليس فيه ترادف في الكلمات ، فلكل واحدة من كلماته الشريفة معناها في كل آية كريمة من الآيات المباركة ، وليس ثمة كلمات مترادفة.
▪︎وهذا ما نجده عندما يتطرق المولى تبارك و تعالى إلى مفردتَي ( الصيام ) و ( الصوم )
▪︎فحينمايتحدث القرآن الكريم عن شهر رمضان المبارك يحث على “الصيام” فيقول :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
والصيام هنا بمعنى الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وباقي المفطرات المذكورة في كتب الفقهاء ،
ويكون وقته من الفجر حتى الغروب
▪︎اما “الصوم” فيخص الأمور المعنوية كالكلام وما يرتكبه اللسان كالكذب و الغيبة وقول الزور و قول الباطل وحتى الجدال
قال تبارك وتعالى:{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} (مريم/26)
فاقترن صوم مريم عليها السلام بأمر الله عز وجل لها { فَكُلِي وَاشْرَبِي } وفي الوقت نفسه أمرها بالصوم وليس الصيام
▪︎من ذلك يستنتج المرء أن فعل الصيام لا يؤدي الغرض منه إن لم يرافقه الصوم عن المنكر والباطل والزيغ
▪︎في الحديث القدسي : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّوم فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) ،
لما كانت الأعمال يدخلهاالرياء ،
والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله جل جلاله فأضافه الله تقدس اسمه إلى نفسه
جميع العبادات تظهر بفعلها وقلَّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ، بخلاف الصوم.
▪︎إن كلام الله تعالى لا نفاد له ،
وآيات القرآن الكريم و مفرداته لها فرادة
و خصوصية لا تشبه كلام البشر العادي؛د
{ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }