جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لولا دعم إيران لكان شيعة لبنان في خبر كان، وعلى الشيعة دعم النخب..!

لولا دعم إيران لكان شيعة لبنان في خبر كان، وعلى الشيعة دعم النخب..!

حجم الخط

 

ناجي أمهز ||

بداية هذا المقال موجه إلى الطائفة الشيعية، حيث بدأت بعض الأصوات وان كانت نادرة وشاذة، تتحدث بسوء نية عن إيران، وربما الطائفة الشيعية في لبنان حتى هذه اللحظة لا تعرف الكلفة الباهظة والمرتفعة جدا التي دفعها خيرة شباب حزب الله ورفاق السيد موسى الصدر، وما قدمته الجمهورية الإسلامية في إيران من أجل أن يصبح للشيعة مكانة في لبنان.

وكل ما تسمعونه وتقراؤنه في التاريخ أن الشيعة كان لهم دور قبل عام 1980 هو مجرد خيال، حتى بعض الذين يتحدثون عن مجد بعض العائلات الشيعية إبان الحكم العثماني، هم كانوا جلادين برتبة بيك او باشا وظيفتهم جلد الشيعة والحصول على الضرائب وتقديمها للعثماني مقابل منحهم بعض الامتيازات على حساب بقية أبناء الطائفة الشيعية.

وحتى الإمام المغيب موسى الصدر عندما أدرك عجزه بالحصول على دولار واحد من الإقطاع الشيعي، لدعم حركة المحرومين، قرر التوجه إلى ليبيا رغم معرفته بالخطر المحدق به، ولكن لم يكن لديه خيار آخر بعد أن رفضت كل الدول العربية أن تدعم الشيعة. مقابل عشرات ملايين الدولارات التي كانت تنهمر على بقية الطوائف.

صناع القرار والمختصين في علم الاجتماع يدركون أنه لولا دعم الجمهورية الإسلامية في إيران لشيعة لبنان، وعلى مدار عقود والذي تجاوز ال 40 مليار دولار، ربما كانت الطائفة الشيعية نحتاج إلى 40 ألف سنة ضوئية لتصل في السياسة والاقتصاد إلى ما وصلت إليه اليوم.

وان كان البعض يستغرب لماذا الشيعة يتحدثون بكل هذا الامتنان عن ايران، لانه منذ قرون لم يتواجد دولة او كيان واحد قدم اي شيء للشيعة، وهل يعقل أن نجد بعض السلفيين في العالم العربي والإسلامي يقفون على أبواب المساجد وهم يصرخون أيها المؤمنون تبرعوا لإنقاذ أو لدعم الروافض الشيعة.

في العالم العربي والإسلامي يوجد أكثر من عدد شيعة لبنان قنوات فضائية ومواقع إلكترونية وظيفتها التحريض على قتال الشيعة، وهذه المواقع والفضائيات معروفة بالأسماء ومن يمولها، ويكفي المشاهد التي تحصل في أفغانستان وباكستان، عن متطرفين يفجرون أنفسهم في المناسبات الدينية الشيعية.

ولكن الذي يمنع هؤلاء من قتال الشيعة ليس الإيمان بالله وقوانين حقوق الإنسان في مجلس الأمن، بل الذي يمنع هؤلاء المتطرفون من قتال الشيعة هو الدعم الإيراني السياسي والعسكري، ولولا وجود إيران وموقف إيران لكان شيعة لبنان في خبر كان.

حتى العدو الإسرائيلي الذي نحاربه اليوم دفاعا عن الجنوب وانتصرنا عليه عام 2000، ليس فقط بسبب أن الشيعة لديهم مائة ألف مقاتل، أو يمتلكون مائة ألف صاروخ.

بل لأن العدو الإسرائيلي يعرف أنه هناك دولة اسمها إيران ستمد الشيعة بعشرات الآلاف من الصوراريخ ومليارات الدولارات وتؤمن الطعام والدواء والمحروقات وتفتح باب التطوع لمن يريد أن يدافع عن شيعة لبنان.

ولولا الدعم الإيراني للشيعة في لبنان لما استطعنا أن نحرر مترا واحدا في الجنوب وحتى بعد مائة سنة، إن كان عدد شيعة لبنان مليونا ونصف فإن عدد اليهود في فلسطين المحتلة هو 7 ملايين ونصف.

لذلك نحن نلتزم ونحرص على شكر ايران، كما حرصنا على تطوير ذاتنا، مع انه لم نحصل على شيء من خيرات لبنان الكبير، ولكن علينا نتعلم من التجربة المسيحية اللبنانية، التي لم تكتف بالدعم الفرنكفوني والأمريكي والبريطاني وحتى الخليجي والعربي الذي تجاوز مئات مليارات الدولارات منذ نشوء لبنان الكبير، بل قامت باستغلال الوقت وتكريس الاستقلالية لنفسها من خلال الاكتفاء الذاتي وتطوير دورها الداخلي والدولي على المستوى السياسي والاقتصادي وخاصة الثقافي، حيث قامت ببناء شبكة علاقات دولية وإقليمية فاعلة استطاعت أن تصمد رغم كل المتغيرات في المنطقة.

الطائفة المسيحية في لبنان لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا من خلال النخب التي احتضنتهم ووقفت إلى جانبهم، وقدمتهم إلى العالم أمثال ميشال شيحا وجبران خليل جبران وشارل مالك وغسان التويني وميخائيل نعيمة وجورج جرداق وبولوس سلامة والأخوين الرحباني ووديع الصافي وفيروز، وغيرهم كثير وفي كافة المجالات السياسية والعلمية والطبية والفن والمسرح.

ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة تفرض علينا أن نبدأ بالاستثمار للوصول إلى الاكتفاء الذاتي لنحافظ على هذا المستوى في صناعة القرار السياسي الذي وصلنا إليه، واهم استثمار في تطور الشعوب هو الاستثمار في النخب وتقديمها إلى المجتمعات المتبقية كجسور تواصل وحوار.

تطور الطوائف ليس بعدد ملاكين السيارات والعقارات.

الرقي ليس أن تشتري فيلا في حي راق تجلس فيها تدخن النرجيلة، الرقي أن تحدث جيرانك عن سارتر وتدمج فلسفته مع المقاومة الإسلامية لتظهر البعد الفلسفي للمقاومة.

وكي تصبح ذا شأن لست بحاجة أن تشتري ثلاثة مبان دوبلكس وتدمجهم في بناء واحد لتظهر كم أنت ثري أمام الفقراء والمعترين الشيعة، بل إن ترافق المثقف الشيعي وتعلم أولادك الإنصات إليه والتعلم منه، فتدمج ثروتك مع ثقافة أولادك فتصبح غنيا عن حق، ليس مجرد فقير يمتلك المال أو ربح ورقة يانصيب.

الأقوياء في العالم لا ينظرون إلى ما تملك بل يقولون لك تكلم كي نراك.

على أغنياء الشيعة تقديم الدعم، وخاصة في هذا الوقت، كي يحافظوا على سلطتهم ومؤسساتهم وأموالهم، في كل دول العالم المال يحتاج إلى سلطة لحمايته، وبحال سقطت السلطة تحول المال إلى وبال على صاحبه.

لا أحد يخدعكم بحال سقطت الفكرة السياسية الشيعية ستكون الأمور بخير، ولا تنسون أن 60 % من المسيحيين غادور لبنان بعد عام 1990 عندما سقطت الفكرة السياسية المسيحية.

وقد تواجدت عشرات الدول التي احتضنت المسيحيين في العالم، أما الشيعة فإنهم سيتحولون إلى أرقام تطاردهم عشرات الدول في كافة أصقاع الدنيا، ويصبح كل رقم ثمنه مبلغا من المال.

ومن يعتقد أن ماله أو عقاره يحميه فإنه مخطئ، فالعدو الإسرائيلي والمجتمع الدولي وخاصة العربي الذي تفرج كيف يدفن شعب غزة حيا في أرضه، يسعده أن يشاهد الشيعة يحترقون على مساحة لبنان كي تنعم اسرائيل بالسلام.

وكما تبين عبر العصور أن الطريقة الأفضل للتطور والسلاح الأمضى في الصراع، لحماية أي مجتمع أو بيئة هو من خلال النخب…

ولتكن اولوية النخب هو الدفاع عن المقاومة الى ان يستقر المتغير العالمي الجديد، فنحن امام عالم جديد لا مكان فيه للضعفاء. ولا للاقوياء فقط بقوتهم، المطلوب التوازن.


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال