أحمد رضا المؤمن ||
ظهر لي قبل قليل مقطع لمطربة تدعى (أديبة !) وهي توقف غنائها أثناء رفع الأذان وتخاطب الجمهور بأنها توقف غنائها إحتراماً لقدسية الأذان !!!
بصراحة لا أعلم ما في قلبها فيما إذا كانت صادقة أو أنها فعلت ذلك لأمر آخر !
ما يهمني أن أمثال “أديبة” في المجتمع كثيرات جداً ممن يمارسن عن قصد أو غير قصد حالة الإزدواجية والنفاق الإجتماعي عندما يمارسن فعل ما ونقيضه في آن واحد !
فأديبة تمارس فعل محرم شرعاً (الغناء) مركب من عدة محرمات هي :
– الغناء
– السفور
– الإختلاط
– الإبتذال والتميّع … إلخ
وهذه الأفعال وغيرها وردت بحقها آلاف الروايات عند الفريقين من الشيعة والسنة تؤكد على حرمتها العظيمة وعقوباتها الدنيوية والأخروية .
ومع كل ذلك نجدها تدّعي إحترام أذان الصلاة !
هذه الإزدواجية التي تعيشها هذه الأوساط تكشف عن فهم قاصر للدين والعقيدة ، فتجدهن يرتدين الحجاب عندما يقررن ممارسة أو حضور طقس ديني ولكنهن سرعان ما يخلعنه بمجرد الخروج أو الإنتهاء من هذه المناسبة أو الطقس الديني ويعدن لسفورهن وما كُن عليه قبل ذلك ..
هذه الحالات التي تمثل قمة الإزدواجية والنفاق الفكري والعقائدي . وهو ما إنعكس منذ سنين طويلة على الأعمال الفنية والدرامية العربية عموماً والمصرية خصوصاً فنجد الكثير من المسلسلات والأفلام وهي تصوّر نقاء القلب والباطن لدى المغنيات والراقصات وبنات الليل بينما يصورون كل من له علاقة بالدين بأنه إر هابي وحاقد ومنافق ووو ضمن سياسة تبريرية تحريضية مدروسة جداً .
إن أخطر ما يمكن أن تتسبب به المنكرات هي أن يقوم جزء من المجتمع بالدفاع عنه وتبريره لأنه أصبح يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً بسبب الجهل أو لمصالح شخصية شيطانية ما .
وهو ما يطلب منا ومن جميع الخيّرين أن نكثف ونضاعف الجهود لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبأقصى الطاقات وجميع الوسائل المتاحة لنكون مصداقاً لمفهوم (خير أمة) كما في قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) .
