قاسم الغراوي ||
ان زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى البيت الأبيض مهمة ونؤمن بانها ستكون ناجحة على مختلف الأصعدة لأنها اعتمدت في طرح ملفات حيوية واستراتيجية تتعلق بالشأن الاقتصادي والطاقة والمال والامن وفق نقاط وابعاد محددة تتضمن العمل الجدي لحسمها بعيدا عن التركيز على الملف الامني واهمال بقية الملفات .
ولان الدبلوماسية العراقية المنتجة بدات خطوات بمسارات تنعكس ايجابيا على الواقع العراقي في علاقاته مع دول العالم ومن ابرزها نرى هناك جدية من قبل بغداد في نقل مستوى العلاقات مع واشنطن الى مبدأ الشراكة المنتجة من خلال تفعيل حقيقي لاتفاقية الاطار الاستراتيجية بكل بنودها.
ان زيارة السوداني الى واشنطن لها خمسة اهداف، ابرزها ؛
ملف الاقتصاد وسبل تعزيزه ، وبناء شراكات استثمارية ، وجذب الشركات العملاقة ، واعطاء دفعة قوية لبناء استراتيجية في وصول العراق الى مرحلة الاكتفاء في ملف الطاقة ، وانهاء الاستيراد ، ونقل تجربة استثمار الغاز واحتياطاته الهائلة الى مرحلة اخرى تدر المزيد من الاموال على خزينة البلاد والسوداني يسعى الى بلورة خطة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني واستثمار الغاز المصاحب وتطوير البنى التحتية والاصلاحات في المجال المالي والنقدي ومشاريع التنمية لربط العراق مع دول اوربا عن طريق تركيا .
يجب التاكيد على أهمية الانتقال بالعلاقة بين العراق والولايات المتحدة إلى مستوى العلاقات الثنائية الشاملة في مختلف مجالات التبادل والتنمية ، وهذا هو الهدف من الزيارة والتي اكدت عليه الكتل السياسية ووقفت فيه الى جانب حكومة السوداني.
كما ان شكل العلاقة المستدامة التي يسعى لها العراق مع الولايات المتحدة يجب ان تعتمد على حجم التقارب والفهم المشترك بين الجانب العراقي والأمريكي في المواقف والرؤيةً بما يتجاوز حدود الحكومات والإدارات وعلى ضوء ما يمتلك العراق من وضع فريد في المنطقة من امكانيات وتنوع بشري.
أن من عوامل القوة للعراق التي يجب استثمارها اليوم هو الارتباط بعلاقات ومشتركات تاريخية واجتماعية مع دول الجوار ومنها إيران ودول العالم وفي الوقت نفسه امتلاك الموارد والموقع المهم الذي يمكّن من تأسيس موقع اقتصادي حيوي بالنسبة لمصالح شعوب المنطقة، وفرص التنمية والمشاريع الإستراتيجية التي تعزز الأمن والاستقرار الدولي .
العراق يؤكد على التزامه بمخرجات الحوار الجاري داخل اللجنة العسكرية العليا بين البلدين، مع الاستمرار بالشراكة مع المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب . ونتمنى ان تكون هذه الزيارة قد حققت اهدافها التي تم التخطيط لها وتنعكس ايجابيا على الواقع العراقي اولا واستقرار المنطقة بعيدا عن التوترات والحروب .
